للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بنصب (بطنَ) اسمًا لها.

وبالرفع: خبر؛ أَي: (كَأن بطنها بطنُ حبلَى).

وبالجر: علَى أَن الكاف حرف جر، و (أن) زائدة.

وأونين: تثنية أَون: أحد جانبي الخرج.

وإِذا كَانَ الخبر جملة فعلية .. فصل بينها وبينه بلم أَو قَدْ.

قال تعالَى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ}؛ أَي: كأنها.

وقول الشّاعر:

لَا يَهُولَنَّكَ اصطِلاءُ لَظَى الْحَرْ ... بِ فَمَحْذُورُهَا كَأَنْ قد أَلَمَّا (١)


الشاهد: قوله: (كأنْ بطنُ حبلى)؛ حيث خفف كأن الدالة على التشبيه، وجاء بعدها بالاسم منصوبًا على أنه اسمها.
وبالرفع: على أنه خبر، واسمها محذوف، والتقدير: كأن بطنها بطن حبلى.
وكلا الوجهين جائز.
(١) التخريج: البيت من شواهد: التّصريح: ١/ ٢٣٥، والأشموني: ٢٨٨/ ١/ ١٤٨ والشّذور ١٤٢/ ٢٨٦، والعيني: ٢/ ٣٠٦.
اللغة: يهولنك، الهول: الفزع، يقال: هاله الأمر يهوله إِذا أفزعه. اصطلاء: من اصطليت بالنّار وتصلَّيت بها؛ إِذا استدفأتُ بهَا. لظى الحرب: نارها، وأراد شدائدها ومكروهاتها. محذورها: ما يُحذَر من أمرها. ألمّا: من الإِلمام، وهو النّزول، يقال: ألمَّ به أمر: إِذا نزل به.
المعنى: لا يزعجنك اقتحام الحروب وويلاتها؛ فإِن الذي تخشاه منها وتحذره -وهو الموت- لا بد منه، وكأنه نزل بك، فَلَا فائدة من التّحرز عنه.
الإِعراب: لا: ناهية. يهولنك: فعل مضارع مبني على الفتح؛ لِاتصاله بنون التّوكيد الثّقيلة في محل جزم بِلَا النّاهية، ونون التّوكيد؛ لا محل لها من الإِعراب، والكاف: مفعول به. اصطلاء: فاعل مرفوع. لظى: مضاف إِليه. الحرب: مضاف إِليه ثانٍ. فمحذورها: الفاء تعليلية، محذور، مبتدأ، وها: مضاف إِليه. كأنْ: مخففة من الثّقيلة، واسمها ضمير غيبة -يعود إِلى المحذور- محذوف، والتّقدير: كأنه. قد: حرف تحقيق. ألمّا: فعل ماضٍ، والفاعل: هو، يعود إِلى اسم كأن المحذوف، والألف: للإِطلاق، وجملة (ألما) في محل رفع خبر كأن المخففة، وجملة (كأن) وخبرها: في محل رفع خبر المبتدأ محذور، وجملة المبتدأ وخبره: تعليلية، لا محل لها.
الشَّاهد: قوله: (كأن قد ألما)؛ حيث جاءت كأن مخففة من الثّقيلة، واسمها ضمير الغيبة المحذوف، ومجيء خبرها جملة فعلية، فعلها ماضٍ، ولذا، فصل بينهما بـ (قد) على القياس.

<<  <  ج: ص:  >  >>