للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتكون (لا) بمعنَى (لم)؛ كقولِهِ تعالَى: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى}؛ أَي: لم يصدق وَلَم يصل.

وكَقَولِ الشَّاعرِ:

..................... ... فَلَا هُوَ أَبْدَاهَا وَلَمْ تَتَقَدَّمِ (١)

أراد: (فلم يبدها وَلَم تتقدم).

وجعل منه قوله عليه الصّلاة والسّلام: "إن تغفر اللَّهم تغفر جمًا، وأيُّ عبدٍ لك لا ألمَّا".

وهي صلة لتوكيد فِي قوله تعالَى {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ} {مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ}، {وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ}.


المعنى: يقول: إِنه استطاع بفضل مكرِه وخداعهِ أن ينتصر على الأعداء دونَ أن يستعين بأحد.
الإِعراب: قهرت: فعل ماض، والتّاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل. العدا: مفعول به منصوب. لا: حرف نفي. مستعينًا: حال منصوب. بعصبة: جار ومجرور متعلقان بمستعينًا. ولكن: الواو: حرف استئناف، لكن: حرف استدراك. بأنواع: جار ومجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: ولكن قهرتهم بأنواع، وهو مضاف. الخدائع: مضاف إِليه مجرور. والمكر: الواو: حرف عطف، المكر: معطوف على الخدائع، مجرور بالكسرة.
وجملة (قهرت العدا): ابتدائية لا محل لها من الإِعراب. وجملة (ولكن قهرتهم بأنواع): استئنافية لا محل لها من الإِعراب.
الشاهد: قوله: (لا مستعينًا)؛ حيث دخلت (لا) النافية على الحال (مستعينا) ولم تتكرر، وهذا للضرورة.
(١) التخريج: عجز بيت من بحر الطويل، وصدره: وكان طَوَى كشحًا على مستكنَّةٍ
وهو من معلقة زهير بن أبي سلمى المشهورة، يتحدث فيها عن حصين بن ضمضم، وكان بنو عبس قد قتلوا أخاه وأرادوا الصلح فلم يصالحهم وأضمر في نفسه الأخذ بالثأر. وبيت الشاهد والقصيدة في شرح ديوان زهير (ص ٢٢) وفي التذييل والتكميل (٤/ ١٥٢) ومعجم الشواهد (ص ٣٦١).
اللغة: طوى كشحًا: لم يظهر ما في نفسه. على مستكنّة: على أمر مكنون في صدره. لم يتجمجم: لم يتردد في أن يأخذ بالثأر.
المعنى: أنه طوى شرّا في نفسه وهو الأخذ بالثأر ولم يتردد في تنفيذه فحارب وانتقم، يقول بعده:
وقال سأشفي حاجتي ثمّ أتّقي ... عدوّي بألف من ورائي ملجَّم
الشاهد: قوله: (فلا هو أبداها)؛ حيث جاءت (لا) بمعنى (لم).

<<  <  ج: ص:  >  >>