فالقسم وجوابه: جملة فِي محل نصب علقت بلام القسم؛ أَي: بلام جواب القسم.
وبعضهم لا يذكر لام القسم فِي المعلِّقات أيضًا.
وأما الاستفهام:
فتارة يكون هو نفسه أحد المفعولين؛ كـ (ظننت أيهم أخوك)، و (علمت أيهما زيد)، ومنه:
............... ما البكا ... .................... (١)
كما سبق فِي الشّاهد آنفًا.
وفي القرآن: {لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى} ... الآية؛ فـ (أي): اسم استفهام مبتدأ، و (أحصَى): خبره، والجملة: معلق عنها العامل فِي محل نصب.
وتقول: (علمت متَى سفرُك)، فـ (متَى): خبر مقدم، و (سفرُك): مبتدأ، والجملة: فِي محل نصب علَى التّعليق بالاستفهام.
وتارة يكون الاستفهام فضلة متوسطة بَينَ الجملة والعامل؛ لقوله تعالَى: {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ}؛ فـ (أي): اسم استفهام مفعول مطلق منصوب بـ (ينقلبون) وهو مقدم من تأخير؛ لأنَّ الأصل: (ينقلبون أَيَّ منقلب) يعني؛ (أَيَّ انقلابٍ) فقدم؛ لأنَّ لهُ صدر الكلام.
ولَا يجوز أَن يكونَ مفعولًا لـ (سيعلم)؛ لأنَّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله علَى المشهور، وجملة (ينقلبون): معلق عنها العامل بالاستفهام؛ فهي فِي محل نصب.
وقال أبو البقاء: (أَيَّ منقلب): صفة لمصدر محذوف؛ أَي: ينقلبون انقلابًا أَيَّ منقلب صفة لمصدر.
ثم قال: ولَا يعمل فيه (سيعلم)؛ لأنَّ الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله. انتهَى.
وهو مردود؛ لأن (أيًّا) الواقعة صفة لا تكون استفهامية, وكذلك الاستفهامية لا تكون صفة لشيء، كما نص عليه السّمين رحمه الله.
ومنه: (ظننت أزيدٌ قائم).
(١) تقدم إعرابه وشرحه، وذكره هناك بلفظ: (ما الهوى).