للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإِن فصل بَينَ الهمزة والفعل بواحد ممَّا ذكر .. جاز؛ كما قال: (وإِن بِبَعضِ ذي فَصَلتَ يُحتَمَلْ)؛ لأنَّ الظّرف والمجرورات متوسع فيها.

* فمثال المستكمل الشّروط من غير فصل: (أتقول زيدًا كريمًا؟).

ومنه قولهُ:

مَتَى تَقُولُ الْقُلُصَ الرَّواسِمَا ... يَحْمِلْنَ أُمَّ قاسمٍ وَالْقَاسِمَا (١)

فـ (القلصَ): مفعول أول، وجملة (يحملن): فِي موضع الثّاني.

ويروَى: (متَى تظن) .. فَلَا شاهد.

والقلص: جمع قلوص، وهي الشّابة من النّوق.

* والفصل بأحد المفعولين: (أكريمًا تقول زيدًا؟).

ومنه قوله:


(١) التخريج: البيت لهدبة بن خشرم العذري، من أرجوزة رواها غير واحد من حملة الشّعر، ومنهم التّبريزي في شرح الحماسة (٢/ ٤٦)، ولكن رواية التّبريزي للبيت المستشهد به على غير الوجه الذي يذكره النّحاة، وروايته:
لَقَدْ أَرَاني وَالغُلامُ الحَازِمَا ... نزْجِي المَطيّ ضمَّرًا سِواهُما
مَتَى يَقود الذّبل الرّواسِما ... وَالجلّة النّاجِيَة العَوَاهِمَا
اللّغة: القلص: بزنة كُتُب وسُرُر جمع قلوص، وهي الشّابة الفتية من الإبل، وهي أول ما يركب من إِناث الإبل خاصة. الرّواسم: المسرعات في سيرهن، مأخوذ من الرّسيم، وهو ضرب من سير الإبل السّريع. يحملن: يروى في مكانه (يدنين) ومعناه: يقرِّبنَ. أم قاسم: هي كنية امرأة، وهي أخت زيادة بن زيد العذري.
المعنى: متى تظن النّوق المسرعات يقربن مني من أحب أن يحملنه إِلي؟
الإعراب: متى: اسم استفهام مبني على السّكون في محل نصب على الظّرفية الزّمانية، وعامله: تقول. تقول: فعل مضارع، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. القلُصَ: مفعول به أول لتقول. الرّواسما: نعت للقُلُص. يحملن: يحمل: فعل مضارع، ونون الإناث: فاعل، والجملة: في محل نصب مفعول ثان لتقول. أمَّ: مفعول به ليحملن، وأم مضاف. وقاسم: مضاف إِليه. وقاسما: معطوف على أم قاسم.
الشَّاهد: قوله: (تقول القُلُصَ يحملن)؛ حيث أجرى (تقول) مجرى (تظن)، فنصب به مفعولين، الأول قوله: (القلص)، والثّاني: جملة (يحملن)، وذلك لاستيفائه الشّروط.

<<  <  ج: ص:  >  >>