للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والثّاني: {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.

وكقول الشّاعر:

مَهْمَا لِيَ اللَّيْلَةَ مَهْمَا لِيَهْ ... أَوْدَى بِنَعْلَيَّ وَسِرْبَاليَهْ (١)

التقدير: (أَودى نعلاي).

والباء في (كفى بالله): زائدة لازمة، فَلَا تتعلق بشيء.

وأبو بكر بن السّراج: ليست زائدة، وهي متعلقة بمصدر محذوف، والمعنَى: (كفَى الاكتفاء بالله).

واعترض: بأن المصدر لا يعمل النّصب محذوفًا.

ويجوز: أَن تَرفَعَ علَى محل الفاعل المجرور إِذا وصفتَ أَو عطفتَ؛ نحو: (ما جاءني من أحد ظريفٌ)؛ برفع (ظريفٌ)، علَى المحل، و (ما جاءني من كبيرٍ ولَا صغيرٌ)، برفع (صغيرٌ) علَى الموضع كما سبق.


(١) التخريج: البيت لعمرو بن ملقط في الأزهية ص ٢٥٦، وأمالي ابن الحاجب ص ٦٥٨، وخزانة الأدب ٩/ ١٨، ١٩، ٢٣، والدرر ٥/ ٣، وشرح شواهد المغني ص ٣٣٠، ٧٢٤، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٥٨، ونوادر أبي زيد ص ٦٢، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥١، ٦١١، وخزانة الأدب ٩/ ٥٢٤، ولسان العرب ١٣/ ٥٤٣ (مهه)، وهمع الهوامع ٢/ ٥٨.
اللغة: أودى الشيءُ: هلك، وهوى؛ وأودى به: أهلكه، وأضَلَّه. السربال: القميص، وقيل: الدرع.
المعنى: يستغرب الشاعر، ويستعظم ما حَلَّ به هذا اليوم حتى زلَّت قدمه وهَوَى في الهاوية.
الإعراب: مهما: اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. لي: جار ومجرور متعلقان بالخبر. الليلة: مفعول فيه ظرف زمان منصوب متعلق بالخبر المحذوف. مهما ليه: مثل الأولى، أما الهاء، فهي هاء السكت. أودى: فعل ماضٍ مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر. بنعليَّ: الباء: حرف جر، نعليَّ: اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى، وياء المتكلم: مضاف إليه. والجار والمجرور متعلقان بالفعل أودى. وسرباليه: الواو: حرف عطف، سرباليه: معطوف على نعلي مجرور مثله، وعلامة جره الكسرة المقدّرة على ما قبل الياء، وياء المتكلم: مضاف إليه، والهاء: للسكت.
وجملة (مهما لي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (مهما ليه): توكيد للأولى. وجملة (أودى بنعليَّ): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (أودى بنعلي)؛ حيث جر الفاعل بالباء.

<<  <  ج: ص:  >  >>