للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأما قول الشّاعر:

فإن كان لا يُرْضِيك حتَّى تَرُدَّني ... إلى قَطَرِيٍّ لا إخالُك راضِيَا (١)

فقالوا: إن الفاعل المحذوف فيه هو: اسم (كَانَ) المذكورة.

والّذي يظهر: أَن اسم (كَانَ): ضمير الشّأن، و (لَا يرضيك): خبرها، وفاعل (يرضيك) محذوف؛ أَي: (فإن كَانَ لا يرضيك ما تشاهده مني)، فحذف الفاعل لدلالة الكلام والحالِ المشاهدة ولَا يكون الفاعل جملة.

خلافًا: لثعلب، وهشام، وغيرهما من الكوفيين، وجعل منه قوله تعالَى: {وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ} علَى أَن (كيف فعلنا): فاعل (تبين) كما سبق فِي المعرب والمبني.

وقال أبو حيان فِي "النّهر": من أَجازَ أَن يكونَ الفاعل جملة .. فيكون (ليسجننه) فِي


(١) التخريج: البيت لسوار بن المضرب في شرح التصريح ١/ ٢٧٢، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٥١، وبلا نسبة في خزانة الأدب ١٠/ ٤٧٩، والخصائص ٢/ ٤٣٣، وشرح المفصل ١/ ٨٠، والمحتسب ٢/ ١٩٢.
الإعراب: فإن: الفاء حرف استئناف، وإن: حرف شرط جازم. كان: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر. لا: حرف نفي. يرضيك: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: هو، يعود إلى اسم كان، والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. حتى: حرف جر. تردني: فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وعلامة نصبه الفتحة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره: أنت، والنون حرف للوقاية، والياء ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به. والمصدر المؤول من أن تردني في محل جر بحرف الجر، والجار والمجرور متعلقان بيرضيك. إلى قطري: جار ومجرور متعلقان بتردني. لا: حرف نفي. إخالك: فعل مضارع مرفوع بالضمة، وكسرت همزته على غير القياس، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره أنت. والكاف ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. راضيا: مفعول به ثان منصوب.
وجملة (تردني): صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة (لا يرضيك): في محل نصب خبر كان، وجملة (لا إخالك راضيا): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط جازم غير مقترن بالفاء إذا الفجائية. وجملة فعل الشرط وجوابه استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: (كان لا يرضيك)؛ حيث حذف اسم كان المرفوع، وقد تمسك الكسائي بهذا فأجاز حذف الفاعل.

<<  <  ج: ص:  >  >>