للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قالوا: وإِنما تحذف؛ لأنَّ الفعل فِي التّقدير مسند إِلَى مذكر؛ فنحو (ما قام إِلَّا هند) تقديرُهُ: (ما قام أحد إلا هند).

واللَّه الموفق

ص:

٢٣٤ - وَالْحَذْفُ قَدْ يَأْتِي بِلَا فَصْلٍ وَمَعْ ... ضَمِيْرِ ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ (١)

ش:

يعني أَن حذف التّاء المؤنث الحقيقي قَدْ يأتي بدون فصل؛ كقولِ بعضهم: (قال فلانة) حكاه سيبويه، وأجازه بعضهم.

قال المازني: التّذكير أصل، فَلَا يبعد العود إِليه، والمشهور: أنه لا يقاس عليه.

وقوله: (ومِع ضَمِيِر ذِي الْمَجَازِ فِي شِعْرٍ وَقَعْ): يشير به إِلَى أَن التّاء حذفت من فعل وفع ضميرًا متصلًا عائدًا علَى مؤنث مجازي؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

. . . . . . . . . ... ولا أرضَ أبقَلَ إبقالَها (٢)


الشاهد: قوله: (بقيت إلا الضلوع)؛ حيث دخلت تاء التأنيث على الفعل بقي لأن فاعله مؤنث، مع كونه قد فصل بينه وبين فاعله بفاصل هو إلا. وهذا لا يجوز عند الجمهور إلا في الشعر.
(١) والحذف: مبتدأ. وجملة قد يأتي: وفاعله في محل رفع خبر المبتدأ. بلا فصل: جار ومجرور متعلق بيأتي. ومع: الواو عاطفة أو للاستئناف، مع: ظرف متعلق بوقع الآتي، ومع: مضاف. وضمير: مضاف إليه، وضمير: مضاف. وذي: بمعنى صاحب: مضاف إليه، وذي: مضاف، والمجاز: مضاف إليه. في شعر: جار ومجرور متعلق بوقع الآتي. وقع: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى الحذف، وتقدير البيت: وحذف تاء التأنيث من الفعل المسند إلى مؤنث قد يجيء في كلام العرب من غير فصل بين الفعل وفاعله، وقد وقع ذلك الحذف في الشعر مع كون الفاعل ضميرًا عائدًا إلى مؤنث مجازي التأنيث.
(٢) التخريج: عجز بيت من المتقارب، وصدره: فلا مُزْنَةٌ ودَقَتْ وَدْقَهما
البيت لعامر بن جوين في تخليص الشواهد ص ٤٨٣، وخزانة الأدب ١/ ٤٥، ٤٩، ٥٠، والدور ٦/ ٢٦٨، وشرح التصريح ١/ ٢٧٨، وشرح شواهد الإيضاح ص ٣٣٩، ٤٦٠، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٤٣، والكتاب ٢/ ٤٦، ولسان العرب ٧/ ١١١ أرض، ١١/ ٦٠ بقل، والمقاصد النحوية ٢/ ٤٦٤، وبلا نسبة في أمالي ابن الحاجب ١/ ٣٥٢، وجواهر الأدب ص ١١٣، والخصائص ٢/ ٤١١، والرد على النحاة ص ٩١، ورصف المباني ص ١٦٦، وشرح أبيات =

<<  <  ج: ص:  >  >>