للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقولِ الآخرِ:

لَما رَأَى طَالِبُوهُ مُصْعَبًا ذُعِرُوا ... . . . . . . . . . . . (١)

وأكثر النّحويين يوجب تأخير الفاعل هنا؛ كـ (ضرب هندًا أخوها)، و (زان الشّجر نوره)، و (أبقى مطعمًا مجده)، و (لما رأَى مصعبًا طالبوه).

ومطعم: اسم رجل صحابي. وأخلد: من الإخلاد، وهو الإبقاء. وذعروا: فزعوا.

لكن أجازه فِي النّثر وغيره: سعيدٌ الأخفش، وعبد اللَّه بن الطُّوال، وعثمان بن جني.

والمصنف فِي "شرح الكافية": علَى نية تقديم المفعول أيضًا.


= أبقى: فعل ماض: مجدُه: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والهاء ضمير في محل جر بالإضافة. الدهَر: ظرف زمان منصوب، متعلق بأبقى. مطعما: مفعول به منصوب.
وجملة (لو أن مجدا): شرطية بحسب ما قبلها. وجملة (أخلد): في محل رفع خبر أنَّ. وجملة (أبقى): لا محل لها من الإعراب لأنها جواب شرط غير جازم.
الشاهد: قوله: (أبقى مجده الدهر مطعما)؛ حيثما أخر المفعول مطعما عن الفاعل مجده، مع أن الفاعل يشمل ضميرًا يعود على المفعول المتأخر لفظًا ورتبة، وذلك شاذ.
(١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: وَكادَ لَو ساعدَ المَقدورُ ينتصرُ
وهو لأحد أصحاب مصعب بن الزبير رضي اللَّه عنهما يرثيه.
اللغة: طالبوه: الذين قصدوا قتاله. ذعروا: أخذهم الخوف. كاد ينتصر: لأن خوفهم منه أعظم وسيلة لانتصاره عليهم، وهو مأخوذ من قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: (نصرت بالرعب).
الإعراب: لما: ظرف بمعنى حين مبني على السكون في محل نصب بذعر الآتي. رأى: فعل ماض. طالبوه: طالبو: فاعل رأى، وطالبو مضاف، والضمير العائد إلى مصعب مضاف إليه، والجملة من رأى وفاعله في محل جر بإضافة لما الظرفية إليها. مصعبًا: مفعول به لرأى. ذعروا: فعل ماض مبني للمجهول ونائب فاعل. وكاد: فعل ماض ناقص، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مصعب. لو: شرطية غير جازمة. ساعد المقدور: فعل وفاعل، وهو شرط لو. ينتصر: فعل مضارع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، يعود إلى مصعب، والجملة (من ينتصر): وفاعله في محل نصب خبر (كاد)، وجواب (لو): محذوف يدل عليه خبر كاد، وجملة الشرط والجواب: لا محل لها اعتراضية بين كاد واسمها وبين خبرها.
الشاهد: قوله: (رأى طالبوه مصعبا)؛ حيث أخر المفعول عن الفاعل، مع أن مع الفاعل ضمير يعود علي المفعول، فعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة شذوذًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>