للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فـ (عليك): نائب الفاعل فِي (يُبخَل عليك).

وأما (يُعتَلَل) فالنّائب فيه: ضمير المصدر الّذي هو الاعتلال؛ فلما لم يوجد إِلَّا هو. . ناب؛ إِذ نائب الفاعل لا يحذف كما علم.

ولَا نقول بأنه يجب نيابة المصدر مطلقًا وإِن وجد المجرور، خلافًا لهما كما سبق آنفًا.

وقيل: ناب الظّاهر نفسه؛ فالتّقدير: (ويُعتَلَل اعتلالٌ عليك)، فحذف (اعتلال) لأنه معهود، وحذف (عليك) لدلالة الأول عليه، ومنه قول الآخر:

يُغْضِي حَيَاءً ويُغْضَى مِنْ مَهَابَتِه ... . . . . . . . . . . . . (١)


= المعهود، والتقدير: يعتلل اعتلال عليك، فيقدر عليك ههنا أيضًا؛ لدلالة عليك في قوله: (متى يبخل عليك) عليها.
وقال ابن هشام: ولا بد عندي من تقدير عليك مدلولًا عليها بالمذكورة، وتكون حالًا من الضمير ليتقيد بها، فيفيد ما لم يفده الفعل. "المغني" ص ٥١٦.
(١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: فما يُكَلّمُ إلّا حينَ يَبْتَسِمُ
وهو للحزين الكناني عمرو بن عبد وهيب في الأغاني ١٥/ ٢٦٣، ولسان العرب ١٣/ ١١٤ حزن، والمؤتلف والمختلف ص ٨٩، وللفرزدق في ديوانه ٢/ ١٧٩، وأمالي المرتضى ١/ ٦٨، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٦٢٢، وشرح شواهد المغني ٢/ ٧٣٢، ومغني اللبيب ١/ ٣٢٠، والمقاصد النحوية ٢/ ٥١٣، ٣/ ٢٧٣، وبلا نسبة في شرح المفصل ٢/ ٥٣.
اللغة: يغضي: يخفض جفنه. المهابة: الاحترام.
المعنى. يقول: إنه يغض الطرف حياء، ولكن الناس لفرط مهابته لا يرفعون إليه أبصارهم، ولا يكلمونه إلا إذا ابتسم لهم.
الإعراب: يغضي: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. حياء: مفعول لأجله منصوب. ويغضى: الواو حرف عطف، يغضى: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه تقديره: هو يعود إلى مصدر الفعل يغضى. من مهابته: جار ومجرور متعلّقان بيغضى، وهو مضاف، والهاء ضمير في محلّ جرّ بالإضافة. فلا: الفاء حرف عطف، ولا: حرف نفي. يكلّم: فعل مضارع للمجهول، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. إلا: حرف حصر. حين: ظرف زمان متعلّق بيكلّم. يبتسم: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو.
وجملة (يغضي): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (يغضى): من مهابته معطوفة على جملة (يغضي حياء). وجملة (يكلم): معطوفة على جملة يغضى. وجملة (يبتسم): في محل جر =

<<  <  ج: ص:  >  >>