للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- والنهي؛ نحو: (قيامًا لا قعودًا)؛ أَي: (لا تقعد).

- والدّعاء؛ كقولهم: (سقيا لك ورعبًا).

وحكَى ابن إِياز عن أبي الحسن محمد الزّعفراني تلميذ علي بن عيسَى الرّبعي: أَن هذه اللّام لا تتعلق بشيء.

وقيل: تتعلق بمحذوف صفة لـ (سقيًا).

ورُدَّ: بأنه أقيم مقام الفعل، فَلَا يوصف كالفعل.

ونقل الأندلسي غلام أبي علي: أَن بعضهم يعلقه بـ (أعني) محذوفًا.

- والاستفهام التّوبيخي؛ كقولك: (ألهوًا وقد قرب الموت؟).

ومنه قولُ الشّاعرِ:

. . . . . . . . . . . ... ألُؤمًا لَا أَبَا لَكَ وَاغتِرَابَا؟! (١)


= المعنى: يقول مخاطبًا نفسه: لا تخافي من الموت في المعارك، فكل نفس ذائقة الموت، ولا يسعها أن تبقى خالدة.
الأعراب: فصبرا: الفاء بحسب ما قبلها، صبرا: مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره: اصبري. في مجال: جار ومجرور متعلقان بصبرا، وهو مضاف. الموت: مضاف إليه مجرور. صبرا: توكيد للأولى: فما: الفاء استئنافية، وما: حرف نفي، أو من أخوات ليس. نيل: مبتدأ، أو اسم ما مرفوع، وهو مضاف. الخلود: مضاف إليه مجرور. بمستطاع: الباء حرف جر زائد، مستطاع: خبر المبتدأ أو خبر (ما) مجرور لفظًا ومرفوع محلًا على أنه خبر المبتدأ، أو منصوب محلًا على أنه خبر (ما).
وجملة (صبرا): بحسب ما قبلها. وجملة (ما نيل): استئنافية لا محل لها من الإعراب.
الشاهد قوله: (فصبرا في مجال الموت صبرا) حيث جاء المصدر صبرًا بمعنى فعل الأمر اصبري، فهو مفعول مطلق لفعل محذوف.
(١) التخريج: عجز بيت من الوافر، وصدره: أعبدًا حَلَّ في شعْبى غَريبا
وهو لجرير في ديوانه ص ٦٥٠، وإصلاح المنطق ص ٢٢١، والأغاني ٨/ ٢١، وجمهرة اللغة ص ١١٨١، وخزانة الأدب ٢/ ١٨٣، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٩٨، وشرح التصريح ١/ ٣٣١، ٢/ ١٧١، ٢٨٩، والكتاب ١/ ٣٣٩، ٣٣٤، ولسان العرب ١/ ٥٠٣ شعب، ومعجم ما استعجم ص ٧٩٩، ٨٦١، والمقاصد النحوية ٣/ ٤٩، ٤/ ٥٠٦، وبلا نسبة في رصف المباني ص ٥٢.
اللغة: شعبى: اسم جبل يقع في طريق مكة من البصرة.
المعنى: يتساءل الشاعر متعجبًا: إن هذا العبد يظهر لؤمه في موطن غربته، فكأنه قد جمع بين اللؤم والاغتراب، وهذا منتهى الصفاقة والنفاق.

<<  <  ج: ص:  >  >>