فالأول:(زيد سيرًا سيرًا)؛ التّقدير:(يسير سيرًا)، فحذف الخبر لقيام التّكرير مقامه كما سبق فِي المبتدأ.
والثّاني:(إِنما أنت سيرًا)، و (ما زيد إِلَّا سيرُ الأمير)؛ التّقدير:(إِنما أنت تسير سيرًا)، (وما زيد إِلَّا يسير سير الأمير)، فحذف العامل أيضًا لما فِي الحصر من التّأكيد القائم مقام التكرير.
وأبو حيان: يجوز علَى جهة المبالغة: (إِنما أنت سير).
- ويجب الحذف أيضًا إِذا كَانَ المصدر مستفهمًا عنهُ استفهامًا عَلى بابه؛ نحو:(أأنت سيرًا؟).
فإِن لم يكن تقرير ولَا حصر ولَا استفهام ولَا عطف -كما سيأتي- لم يجب الحذف؛ نحو:(زيد سيرًا)، أَو (زيد يسير سيرًا)، هذا ما كَانَ من اسم العين.
وأما اسم المعنَى:
فقيل: يجب معه رفع المصدر؛ نحو:(أمرك سير).
والظّاهر: جواز نصبه مع استقامة المعنَى.
ويذكر العامل أَو يحذف.
ومن نصبه بعامل مقدر بعد اسم المعنَى: قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}؛ فـ (سلام): مبتدأ، و (قولا): مصدر انتصب بالخبر المحذوف، والتّقدير واللَّه أعَلم بمراده:(سلام يقال لهم قولًا).
وقيل:(من رب رحيم): هو الخبر، و (قولًا): منصوب بالفعل المقدر.
وقيل غير ذلك.
تنبيه:
العطف كالتكرير في وجوب حذف العامل؛ نحو:(أنت أكلًا وشربًا).
ويقدر لكل مصدر ما يناسبه؛ أَي:(أنت تأكل أكلًا، وتشرب شربًا)، وسيأتي فِي التّحذير والإغراء: أَن العطف كالتكرار فِي وجوب الحذف.