للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

خبرًا عن اسم عين.

فالأول: (زيد سيرًا سيرًا)؛ التّقدير: (يسير سيرًا)، فحذف الخبر لقيام التّكرير مقامه كما سبق فِي المبتدأ.

والثّاني: (إِنما أنت سيرًا)، و (ما زيد إِلَّا سيرُ الأمير)؛ التّقدير: (إِنما أنت تسير سيرًا)، (وما زيد إِلَّا يسير سير الأمير)، فحذف العامل أيضًا لما فِي الحصر من التّأكيد القائم مقام التكرير.

وأبو حيان: يجوز علَى جهة المبالغة: (إِنما أنت سير).

- ويجب الحذف أيضًا إِذا كَانَ المصدر مستفهمًا عنهُ استفهامًا عَلى بابه؛ نحو: (أأنت سيرًا؟).

فإِن لم يكن تقرير ولَا حصر ولَا استفهام ولَا عطف -كما سيأتي- لم يجب الحذف؛ نحو: (زيد سيرًا)، أَو (زيد يسير سيرًا)، هذا ما كَانَ من اسم العين.

وأما اسم المعنَى:

فقيل: يجب معه رفع المصدر؛ نحو: (أمرك سير).

والظّاهر: جواز نصبه مع استقامة المعنَى.

ويذكر العامل أَو يحذف.

ومن نصبه بعامل مقدر بعد اسم المعنَى: قوله تعالى: {سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ}؛ فـ (سلام): مبتدأ، و (قولا): مصدر انتصب بالخبر المحذوف، والتّقدير واللَّه أعَلم بمراده: (سلام يقال لهم قولًا).

وقيل: (من رب رحيم): هو الخبر، و (قولًا): منصوب بالفعل المقدر.

وقيل غير ذلك.

تنبيه:

العطف كالتكرير في وجوب حذف العامل؛ نحو: (أنت أكلًا وشربًا).

ويقدر لكل مصدر ما يناسبه؛ أَي: (أنت تأكل أكلًا، وتشرب شربًا)، وسيأتي فِي التّحذير والإغراء: أَن العطف كالتكرار فِي وجوب الحذف.

واللَّه الموفق

<<  <  ج: ص:  >  >>