للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لأنَّ وقت النّضو. . لم يكن وقت النوم.

ونضوت الثوب: إِذا ألقيتُه.

هذا معنى قوله: (وإِن شرط فقد فاجرره بالحرفِ).

ولَا يجب ذكر الحرف في نحو: (جئتك أَن وعدتني) الفاعلية، وهو ممَّا فقدت فيه الفاعلية، وسبقت الإِشارة بذلك؛ لأنَّ الحذف مع (أَنَّ) و (أَنْ). . مطرد.

ومنه قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى}، وهو ممَّا فقدت فيه الفاعلية.

وقال الكوفيون: (أَنْ) هنا: بمعنَى (إذ).

والأول للبصريين.

ويجوز فِي المستكمل الشّروط: أَن يجر بالحرفِ؛ نحو: (قمت لإجلالٍ) و (جُد لشكرٍ) و (هربت لخوفٍ).

ومنه قول الشّيخ رحمه اللَّه: (لِزُهدٍ ذَا قَنِع)، والأصل: (هذا قَنَعَ زهدًا)، وهذا هو المراد بقوله: (وليسَ يَمتنع. . . إِلَى آخره)، وسيأتي ذكر ما يجر مفصلًا.

وفي تمثيله: إِشعار بجواز تقديم المفعول له؛ كقولهِ:

طَرِبْتُ ومَا شَوْقًا إلى البِيضِ أَطْرَبُ ... . . . . . . . . . . . (١)


= ص ٢٢٣، وشرح قطر الندى ص ٢٢٧، والمقرب ١/ ١٦١، وهمع الهوامع ١/ ١٩٤، ٢٤٧.
اللغة: نضت ثيابها: خلعت ثيابها. لدى: عند. لبسه المتفضل: أي ثوبها الذي يلي جسدها، ثوب النوم.
المعنى: يقول: إنه جاء خليلته بعد أن خلعت ثيابها، ولبست ثياب النوم لترتاح.
الإعراب: فجئت. الفاء: بحسب ما قبلها، جئت: فعل ماض، والتاء: فاعل. وقد: الواو: حالية، قد: حرف تحقيق. نضت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. لنوم: جار ومجرور متعلقان بنضت. ثيابها: مفعول به منصوب وهو مضاف، وها: ضمير في محل جر بالإضافة. لدى: ظرف متعلق بنضت، وهومضاف: الستر: مضاف إليه مجرور. إلا: أداة استثناء. لبسة: مستثنى بإلا منصوب، وهو مضاف. المتفضل: مضاف إليه مجرور.
وجملة (جئت): بحسب ما قبلها. وجملة (نضمت): في محل نصب حال.
الشاهد: قوله: (لنوم)؛ حيث جره بلام التعليل، ولم ينصبه على المفعول لأجله، لأن النوم وإن كان علة لخلع الثياب، فإن الخلع قبل وقته، فلما اختلفا بالوقت. . جر باللام.
(١) التخريج: هذا صدر بيت من الطويل عجزه: ولا لَعِبًا منِّي وذو الشَّيْبِ يَلْعَبُ

<<  <  ج: ص:  >  >>