للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والفعل مع فاعله: جملة، وتقول: (يومُ الخميس صمت فيه) برفع (يومُ) علَى الابتداء، فإن نصب علَى الاشتغال. . وجب أيضًا حذف النّاصب كما سبق فِي الاشتغال.

* والثّاني: كما إِذا قيل: (متَى جئت؟ فتقول: يوم الجمعة)؛ أَي: (جئت يوم الجمعة) فحذف النّاصب جوازًا للدلالة، و (متَى سيرك؟ فتقول: يوم الاثنين)، و (كم سرت؟ فتقول فرسخًا).

ونحو ذلك من الظّروف ما حذف عامله سماعًا؛ كـ (قولهم حينئذ)، و (الآن) التّقدير: (كَانَ حينئذ)، أَو (يكون حينئذ)؛ و (اسمع الآن) ونحوه.

والكسائي: يسمّي الظّروف: صفات.

والفراء: يسمِّي الظّرف: محلا.

تنبيه:

قال أبو حيان: تقول: (أنا زيد عند الأزمات)، و (أنا عمرو يوم القتال)؛ فـ (زيد) قد نصب (عند)، و (عمرو) قَدْ نصب (يوم)؛ لأنهما فِي معنَى (أنا المشهور)، أَو (المعروف).

فيلخص من كلامه: أَن الاسم الجامد إِذا أُوِّل بصفة مشتقة. . يجوز أَن يعمل فِي الظّرف، وهو فِي ذلك تابع لمن نصب معروفًا بزيد؛ فِي نحو: (أنا زيد معروفًا) إِذ هو عنده فِي تأويل مسمّى؛ كما سيأتي فِي الحال.

ولَا يعمل عامل في ظرفين مختلفين بدون عطف؛ فَلَا تقول: (جلست أمامك خلفك).

وأما قوله تعالى: {وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ} فسيأتي فِي الإِضافة.

واللَّه الموفق

ص:

٣٠٥ - وَكُلُّ وَقْتٍ قَابِلٌ ذَاكَ وَمَا ... يَقْبَلُهُ الْمَكَانُ إِلَّا مُبْهَمَا (١)


(١) وكل: مبتدأ، وكل مضاف. ووقت: مضاف إليه. قابل: خبر المبتدأ، وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل، وفاعله ضمير مستتر فيه: ذاك: ذا: اسم إشارة مفعول به لقابل، والكاف حرف خطاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>