وكأسٍ تمشّى في العظامِ سبيئةٍ ... منَ الراحِ تعلو الماءَ حينَ تُكاثِرُهْ كُميتٍ إذا ما شجّها صرَّحتْ بهِ ... ذخيرةُ حانوتٍ عليها تبادرُهْ فجاءَ بها بعدَ الإباءِ وبعدَما ... بذَلْنا لهُ في السّومِ ما شاءَ تاجرُهْ شربتُ وفتيانٌ كجِنّةِ عبقرٍ ... كرامٌ إذا ما الأمرُ أعيَتْ مصادرُهْ فقلتُ اشربوا حيّاكمُ اللهُ واسبِقوا ... عواذِلَنا منها بريٍّ نُباكرُهْ فلمّا تنشّينا ودارَتْ بهامِنا ... وقلنا اكتفَيْنا بعدَ عَفْقٍ نُظاهرُهْ فرُحْنا أُصيلالًا نجرُّ ذيولَنا ... بأنعَمِ ليلٍ قدْ تطاولَ آخرُهْ الشاهد: قوله: (شربت وفتيانٍ)؛ حيث استعمل الواو الّتي بمعنى (مع) حرف جر، فجرَّ بها الاسم بعدها. (٢) التخريج: هذا عجز بيت من البسيط، وصدره: لا تَحْبسَنَّكَ أثوابِي فَقَدْ جُمَعَت وهو بلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧/ ٧٦، والدرر ٣/ ١٥٤، وشرح التصريح ١/ ٣٤٣، والمقاصد النحوية ٣/ ٨٦. المعنى: يخاطب الشاعر رفيقًا له، وهما يريدان النجاة من الأعداء: لا تكن أثوابي عائقًا فيما أنت ذاهب إليه، فإنها مجموعة وسهلة الحمل. الإعراب: لا: حرف نهي وجزم. تحبسنك: فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد، والنون: للتوكيد، والكاف: ضمير في محل نصب مفعول به، والفعل تحبسنك في محل جزم بلا الناهية: أثوابي: فاعل مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: تعليلية، قد: حرف تحقيق. جمعت: فعل ماض للمجهول، والتاء: للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هي. هذا: اسم إشارة في محل رفع مبتدأ. ردائي: خبر المبتدأ مرفوع، وهو مضاف، والياء: ضمير متصل في محل جر بالإضافة. مطويًّا: حال منصوب. وسربالا: الواو: للمعية، سربالا: مفعول معه منصوب. وجملة (لا تحبسنك): لا محل لها من الإعراب. وجملة (قد جمعت): لا محل من الإعراب. وجملة (هذا ردائي): استئنافية لا محل لها من الإعراب. الشاهد: قوله: (وسربالا) حيث نصب (سربالا) على أنه مفعول معه بعد اسم يشبه الفعل مطويًّا، أو كما يرى الفراء بعد اسم الإشارة (هذا)، لذا نصب الحال الذي صاحبه ردائي الذي هو خبر المبتدأ هذا.