للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

تنبيه:

قال بعضهم: لا يكون الفعل فِي هذا الباب إِلَّا لازمًا؛ لئلا يلتبس بالمفعول به فِي نحو: (ضربته وعمرًا) فَلَا يدرى هل (عمرو): مفعول به أَو معه.

والصّحيح: جواز كونه لازمًا، ومتعديًا.

وأَجازَ بعضهم: حذف الواو من المفعول معه، وجعل منه:

فَالشَّمْسُ طَالِعَةٌ لَيْسَتْ بِكَاشِفَةٍ ... تَبْكِي عَلَيكَ نُجُومَ اللَّيلِ والْقَمَرَا (١)

فـ (نجومَ اللّيل): مفعول معه، و (القمرَ): معطوف عليه، والتّقدير: (تبكي عليك ونجومَ اللّيل)؛ أَي: مع نجوم اللّيل والقمر.

حكاه ابن إياز: فِي "شرح فصول ابن معط" رحمه الله.

وقيل: انتصب (نجوم) بـ (تبكي)؛ كما يقال: (باكيت زيدًا فبكيته)؛ أَي: (غلبته فِي البكاء)؛ فهو مفعول به.

وقيل: انتصب بـ (كاشفة)؛ يعني: (أَن الشّمس ليست بكاشفة نجوم اللّيل إِذا طلعت؛

لحزنها عليك، فنور النّجوم باق معها).

وقد يحذف ناصبه فِي الضّرورة؛ كقوله:

أَزْمَانُ قَومِي وَالجَمَاعَةَ كالَّذِي ... . . . . . . . . . . . (٢)


(١) التخريج: هذا البيت من البسيط، وهو لجرير في ديوانه (١٥٨)، وفي شرح الشواهد الشعرية في أمهات الكتب النحوية ١/ ٤٤٩.
اللغة: كاشفة يَعْنِي ظَاهِرَة يُقَال ضربه فكشف عظمه أَي أظهره
الشاهد: قوله: (نجوم الليل والقمرا)؛ حيث نصب (الليل) على أنه مفعول معه، وحذف الواو وذلك جائز عند ابن إياز، وقيل غير ذلك.
(٢) التخريج: هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه: لَزم الرِّحالةَ أنْ تميل مَمِيلا
وهو للراعي النميري الشاعر، المعاصر لجرير والفرزدق وهو من قصيدة له في مدح عبد الملك بن مروان، وفيها يشكو إليه من عمال الصدقات ويعلن ولاءه لعبد الملك.
وهو في جمهرة أشعار العرب ١٧٢. والبيت الشاهد، من شواهد: التصريح: ١/ ١٩٥، وهمع الهوامع: ١/ ١٢٢ والدرر اللوامع: ١/ ٩٢ وسيبويه: ١/ ٥٤، والمقرب: ٦٤، والعيني: ٢/ ٩٥، ٣/ ٩٩، والخزانة: ١/ ٥٠٢، وجمهرة القرشي: ١٧٢، وديوانه: ١٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>