اللغة: الأنيس: الذي يؤنس به. اليعافير: جمع اليعفور، وهو ولد البقرة الوحشية أو الغزال. العيس: الإبل الأبيض. المعنى: يقول: رب بلدة بَلغتُها، فوجدتها خالية من الناس، وليس فيها إلا الظباء والإبل البيضاء. الإعراب: وبلدة: الواو: واو (رب) التي هي حرف جر شبيه بالزائد، بلدة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: سكنتها. ليس: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر ليس المحذوف. أنيس: اسم ليس مرفوع. إلا: حرف حصر. اليعافير: بدل من أنيس مرفوع. وإلا: الواو: حرف عطف، إلا: حرف حصر. العيس: اسم معطوف مرفوع. وجملة (وبلدة): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (ليس بها أنيس): في محل جر أو رفع نعت بلدة. الشاهد: قوله: (إلا اليعافير)؛ فإن ظاهره أنه استثناء منقطع تقدم فيه المستثنى منه، فكان ينبغي انتصابه على المشهور من لغات العرب وهي لغة أهل الحجاز، وقد وجه سيبويه رفعه بوجهين: الأول: أنه جعل كالاستثناء المفرغ، وجعل ذكر المستثنى منه مساويًا في هذه الحالة لعدم ذكره، من جهة أن المعنى على ذلك، فكأنه قال: ليس بها إلا اليعافير. والوجه الثاني: أنه توسع في معنى الاستثناء حتى جعله نوعًا من المستثنى منه.