للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فـ (اليعافير): بدل من (أنيس).

والمراد بـ (الأنيس): الآدميون.

ومن إتباع المنقطع علَى رأي الزّمخشري: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} فـ (مَن): فِي محل رفع علَى الفاعلية، و (الاسم الكريم): مرفوع علَى البدلية منه، والاستثناء منقطع كما ذكر.

وقيل: متصل.

قال الشّيخ رحمه الله؛ والتّقدير حينئذ: (قل لا يعلم من يذكر فِي السّماوات والأرض الغيب إِلَّا الله) وهو حسن؛ لأنَّ الظّرفية فِي حق الله سبحانه وتعالَى مجاز.


١/ ٢٧١، وأوضح المسالك ٢/ ٢٦١، والجنى الداني ص ١٦٤، وجواهر الأدب ص ١٦٥، وخزانة الأدب ٤/ ١٢١، ١٢٣، ١٢٤، ٧/ ٣٦٣، ٩/ ٢٥٨، ٣١٤، ورصف المباني ص ٤١٧، وشرح المفصل ٢/ ٨٠، والصاحبي في فقه اللغة ص ١٣٦، والكتاب ١/ ٢٦٣، ٢/ ٣٢٢، ولسان العرب ٦/ ١٩٨ كنس، ١٥/ ٤٣٣ إلا، ومجالس ثعلب ص ٤٥٢، والمقتضب ٢/ ٣١٩، ٣٤٧، ٤١٤، وهمع الهوامع ١/ ٢٢٥.
اللغة: الأنيس: الذي يؤنس به. اليعافير: جمع اليعفور، وهو ولد البقرة الوحشية أو الغزال. العيس: الإبل الأبيض.
المعنى: يقول: رب بلدة بَلغتُها، فوجدتها خالية من الناس، وليس فيها إلا الظباء والإبل البيضاء.
الإعراب: وبلدة: الواو: واو (رب) التي هي حرف جر شبيه بالزائد، بلدة: اسم مجرور لفظًا مرفوع محلًّا على أنه مبتدأ، وخبره محذوف تقديره: سكنتها. ليس: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بخبر ليس المحذوف. أنيس: اسم ليس مرفوع. إلا: حرف حصر. اليعافير: بدل من أنيس مرفوع. وإلا: الواو: حرف عطف، إلا: حرف حصر. العيس: اسم معطوف مرفوع.
وجملة (وبلدة): لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة (ليس بها أنيس): في محل جر أو رفع نعت بلدة.
الشاهد: قوله: (إلا اليعافير)؛ فإن ظاهره أنه استثناء منقطع تقدم فيه المستثنى منه، فكان ينبغي انتصابه على المشهور من لغات العرب وهي لغة أهل الحجاز، وقد وجه سيبويه رفعه بوجهين: الأول: أنه جعل كالاستثناء المفرغ، وجعل ذكر المستثنى منه مساويًا في هذه الحالة لعدم ذكره، من جهة أن المعنى على ذلك، فكأنه قال: ليس بها إلا اليعافير. والوجه الثاني: أنه توسع في معنى الاستثناء حتى جعله نوعًا من المستثنى منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>