للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال المصنف: ومنه فِي القرآن: {إِنَّا كُلٌّ فِيهَا} فـ (كلا): حال مقدمة علَى عاملها المجرور.

وأعربه الفراء والزّمخشري: توكيدًا لاسم (إنَّ).

وقيل: بدل منه.

ومن تقديمها علَى الظّرف: قول الشّاعر:

بِنَا عَاذَ عَوفٌ وَهوَ بَادِئَ ذِلَّةٍ ... لَدَيكُم فَلَمْ يَعدَمْ وَلَاءً وَلَا نَصْرَا (١)

فـ (بادئ): حال من الضّمير المستتر فِي (لديكم).

وأَجازَ الأخفش: تقديمها علَى عاملها الظّرف والمجرور قياسًا؛ نحو: (زيد قائمًا فِي الدّار)، ونقل عن الفراء.

وهل يجوز تقديم (قائمًا) علَى (زيد)؟

المشهور: المنع.

خلافًا لابن برهان إن كانت الحال ظرفًا، وجعل منه قوله تعالَى: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ}، فـ (الولاية): مبتدأ، و (لله): الخبر، و (هنالك): ظرف فِي موضع الحال.

وعن الكوفيين: إجازة ذلك بِلَا شرط.

ولكن قال ابن بابشاذ فِي "شرح الجمل": (قائمًا زيد فِي الدّار) ممنوع بإِجماع. انتهى.

تنبيه:

المشهور: أَن الحرف المضمن معنَى الفعل يعمل فِى الحال كما سبق.

وتوقف الزمخشري: فِي (كان).


(١) التخريج: البيت من الطويل، ولم يعرف قائله، وينظر: في شرح الألفية لابن الناظم (ص ٣٣٠)، والتصريح (١/ ٣٨٥)، والأشموني (٢/ ١٨٢).
اللغة: عوف: اسم رجل. وبادئ: من البدء وهو الظهور.
الشاهد. قوله: (بادئَ ذلّة)؛ حيث قدم الحال وهو (بادئ) على صاحبها وهو الضمير في (لديكم).
وقال المانع: بأن البيت ضرورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>