كتاب شرح الفارضي على ألفية ابن مالك

الاستثناء - ج: 2 - ص: 319

فـ (منيرة): حال من الضّمير في (تضيء)، والنّور: هو الضّوء في المعنَى.

* وتارة توافقه في المعنَى واللَّفظ؛ كقولِهِ تعالَى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}، {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ}، فـ (رسولًا): حال مؤكدة لعاملها في اللَّفظ والمعنَى، وكذا: (مسخرات).

وقال الشّاعر:

أَصِخْ مُضْيخًا لِمَنْ أَبْدَى نَصيحَتَهُ ........................ (١)

فـ (مضحيًا): حال من فاعل (أصخ)؛ أَي: (استمع).

وقال الشّاعر:

قمْ قَائِمًا قمْ قَائِمًا ... صَادَفْتَ عبْدًا نَائِمًا (٢)

---

= وهو من معلقة لبيد، وهو في شرح ديوانه (ص ٣٠٩)، وشرح المصنف (٢/ ٣٥٦)، والتذييل (٣/ ٨١٩)، وشرح الألفية لابن الناظم (ص ٣٣٤).
اللغة: الجُمانة: اللؤلؤة الصغيرة، والبحري: الغواص، والنظام: الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ.
الشاهد: قوله: (منيرة)؛ حيث جاءت حالًا مؤكدة توافق عاملها معنى لا لفظًا.
(١) التخريج: صدر بيت من البسيط، وعجزه: والزَمْ تَوَقِّيَ خَلْطِ الجِدِّ واللَّعِبِ
وهو بلا نسبة في شرح التصريح ١/ ٣٨٧، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٤٠، والمقاصد النحوية ٣/ ١٨٥.
اللغة: أصخ: اسمع. أبدي: أظهر. الجد: الاجتهاد. اللعب: اللَّهو.
المعني: يقول: استمع جيدًا لمن يقدم لك النصيحة، واحترز من أن تخلط بين الجد واللعب.
الإعراب: أصخ: فعل أمر مبني على السكون، وفاعله: ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت. مصيخا: حال منصوبة. لمن: جار ومجرور متعلقان بأصخ. أبدى: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. نصيحته: مفعول به منصوب، وهو مضاف، والهاء ضمير في محلّ جر بالإضافة. والزم: الواو حرف عطف، الزم: معطوف على أصخ. توقي: مفعول به منصوب وهو مضاف. خلط: مضاف إليه مجرور، وهو مضاف. الجد: مضاف إليه مجرور. واللعب: الواو: حرف عطف، اللعب: معطوفة على الجد.
وجملة (أصخ): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (أبدى): صلة الموصول لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (الزم): معطوفة على جملة أصخ.
الشاهد: قوله: (مصيخا)؛ حيث وقع حالًا من فاعل (أصخ) مؤكدة لعاملها لفظًا ومعنى.
(٢) التخريج: هذا رجز لم يحدد قائله، وينظر: في أمالي ابن الشجري (١/ ٣٤٧)، وشرح المصنف