للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأبو الحسن ابن خروف: إن العامل فيها المبتدأ مضما معنى تنبه، وتقدير الكلام: (تنبه لابن دارة معروفًا)، و (تنبه لزيد شجاعًا)، ونحو ذلك.

والصَّحيح: أن العامل فيها محذوف كما سبق ذكره، وإليه أشار بقوله: (فَمُضْمَرُ عَامِلُهَا) وإنما أُخِّرت؛ لأَنَّها مؤكِّدة، والمؤكِّد بعد المؤكَّد.

والله الموفق

ص:

٣٥١ - وَمَوضِعَ الْحَالِ تَجِيءُ جُمْلَه .... كَجَاءَ زَيْدٌ وَهْوَ نَاوٍ رِحْلَه (١)

ش:

الأصل في الحال: أن تكونَ مفردة؛ لأنها صفة في الأصل.

ويجوز وقوعها جملة غير الطلبية، فشمل الاسمية والفعلية.

والكلام هنا على الاسمية، ولَا بد من ضمير يربطها بصاحبها أو ما يقوم مقام الضّمير؛ كـ (الواو).

والأصل: أن تشتمل عليهما، كـ (جاء زيد وهو ناو رحلة)، فالجملة: في محلّ نصب على الحال من (زيد)؛ لأنَّ الجمل بعد المعارف أحوال، وبعد النكرات صفات.

وتعرف واو الحال بوقوع (إذ) موقعها، فيصح أن تقول: (إذ هو ناوٍ رحلة).

ومن المشتملة علَى الواو والضّمير أيضًا: قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ}.

ومن المشتملة على الواو فقط: قوله تعالى: {قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ}، والجملة: حال من (الذئب).

ولا يقال: اشتملت علَى الواو والضّمير هنا؛ لأنَّ الضّمير هنا لا يصلح أَن يعود لصاحب الحال وهو (الذّئب)، وليست حالًا من الواو في (قالوا)؛ لأنَّ المعنَى (لئن أكله


(١) موضع: ظرف مكان متعلق بتجيء، وموضع مضاف. والحال: مضاف إليه. تجيء: فعل مضارع. جملة: فاعل تجيء. كجاء زيد: الكاف جارة لقول محذوف، كما سبق مرارًا، وما بعدها: فعل وفاعل. وهو: الواو: واو الحال، وهو: ضمير منفصل مبتدأ. ناو: خبر المبتدأ، وفيه ضمير مستتر فاعل. رِحلة: مفعول به لناو، والجملة من المبتدأ والخبر: في محلّ نصب حال.

<<  <  ج: ص:  >  >>