للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

متَى صدرت الجملة الحالية بمضارع مثبت مجرد من قَدْ .. وجب اشتمالها علَى الضّمير، وخلوها من الواو، كـ (جاء زيد يضحك)، ونحو: (جاء زيد تبكي هند ورَاءه).

فَلَا يقال: (جاء زيد ويضحك)؛ لأنه بمنزلة (جاء زيد ضاحكًا)، فكما استغنَى الوصف عن الواو .. استغنَى المضارع أيضًا عنها لشدة الشّبه.

ومنه في القرآن: {مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ} وصاحبها: (الدّابة).

و (المنسأة): العصا.

وقرأ ابن ذكوان: (مِنسأْته) بسكون الهمزة.

والكسائي: بفتحها.

قرأ سعيد: بكسر التّاء علَى أَن (من) حرف جر.

قال أبو الفتح: يقال (للعصا) ساة؛ لأَنَّها تسوء، واستبعده بعضهم.

وأشار بقوله: (وَذَاتُ وَاوِ .... إِلَى آخره) أنه إن ورد عن العرب ما ظاهره الاقتران بالواو مع المضارع المثبت .. فأوله علَى إضمار مبتدأ بعد الواو، واجعل المضارع خبرًا لهُ.

ومنه قولُ الشّاعرِ:

فَلَمَّا خَشِيتُ أظَافِيرَهُمْ ... نَجَوْتُ وَأَرْهَنُهُمْ مَالِكَا (١)


(١) التخريج: البيت لعبد الله بن همام السلولي في إصلاح المنطق ص ٢٣١، ٢٤٩، وخزانة الأدب ٩/ ٣٦، والدرر ٤/ ١٥، والشعر والشعراء ٢/ ٦٥٥، ولسان العرب ١٣/ ١٨٨ رهن، ومعاهد التنصيص ١/ ٢٨٥، والمقاصد النحوية ٣/ ١٩٠، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ١٦٤، ورصف المباني ص ٤٢٠، والمقرب ١/ ١٥٥، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٦.
اللغة: الأظافير: جمع الأظفور، وهنا: بمعنى السلاح.
الإعراب: فلما: الفاء بحسب ما قبلها، لما: اسم شرط غير جازم، ظرف زمان متعلق بنجوت. خشيت: فعل ماض، والتاء: ضمير في محلّ رفع فاعل. أظافيرهم: مفعول به وهو مضاف، وهم: ضمير متصل مبني في محلّ جر بالإضافة. نجوتُ: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل. وأرهنهم: الواو حالية، أرهنهم: فعل مضارع مرفوع، وهم ضمير في محلّ

<<  <  ج: ص:  >  >>