للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذكر هنا: أن ما عدا ذلك تكون الجملة مشتملة علَى الواو، أو على الضّمير، أو عليهما معًا، وفي ذلك تفصيل:

• أما الجملة المصدرة بمضارع .. فمتَى قرنت بـ (قد) .. رجب معها ذكر الواو، ومنه في القرآن: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ}.

• وإن نفي المضارع بـ (ما) أَو بـ (لَا) .. فَلَا واو؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

عَهِدتُكَ مَا تَصْبُو وفِيكَ شَبِيَةٌ ... ........ (١)

فجملة (ما تصبوا): حال من الكاف؛ ونحو: (جئتك ما أسألك).

وظاهر كلام ابن الحاجب: جواز دخول الواو هنا.

ومن المنفي بِـ (لَا) في القرآن: {مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}، {وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ}، فجملة (لا يغادر): حال من (الكتاب)، والثانية: حال من المجرور في (لنا).

ومنه قول الآخر:


(١) التخريج: صدر بيت من الطويل، وعجزه: فَمَا لَكَ بَعْدَ الشيبِ صبًا مُتَيمًا؟
وهو بلا نسبة في الدرر ٤/ ١٤، وشرح التصريح ١/ ٣٩٢، وهمع الهوامع ١/ ٢٤٦.
اللغة: عهدتك: عرفتك. تصبو: تميل إلى النساء. الصب: العاشق المتيم: الذي أذله الحب وأضناه.
المعنى: يقول: لقد عرفتك بعيدًا عن ملاحقة النساء وأنت في أيام شبابك، فما لي أراك بعد هذا الشيب مغرمًا بهن؟!
الإعراب: عهدتك: فعل ماض، والتاء ضمير متصل مبني في محلّ رفع فاعل، والكاف في محلّ نصب مفعول به. ما: حرف نفي. تصبو: فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا تقديره: أنت. وفيك: الواو حالية، فيك: جار ومجرور متعلقان بخبر مبتدأ محذوف شبيبة: مبتدأ مرفوع بالضمة. فما: الفاء: حرف استئناف، ما: اسم استفهام في محلّ رفع مبتدأ. لك: جار ومجرور متعلقان بخبر المبتدأ المحذوف. بعد: ظرف زمان منصوب متعلق بصبا، وهو مضاف. الشيب: مضاف إليه مجرور. صبا: حال منصوب. متيما: حال ثانية. وجملة (عهدتك): ابتدائية لا محلّ لها من الإعراب. وجملة (ما تصبو): في محلّ نصب حال. وجملة (وفيك شبيبة): في محلّ نصب حال. وجملة (ما لك): استئنافية لا محلّ لها من الإعراب.
الشاهد: (ما تصبو) حيث وقع حالًا من الكاف في عهدتك، وهو جملة فعلية فعلها مضارع منفية غير مقترنة بالواو، واكتفي فيها بالربط بالضمير، وهو الفاعل المستتر.

<<  <  ج: ص:  >  >>