ص:
٣٥٥ - وَالحَالُ قَد يُحذَفُ مَا فِيهَا عمِل ... وَبَعضُ مَا يُحذَفُ ذِكرُهُ حُظِل (١)
ش:
يجوز يجوز حذف عامل الحال؛ نحو: (راكبًا) لمن قال: (كيف جئت؟)؛ أَي: (جئت راكبًا).
قال تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا}؛ التقدير والله أعلم بمراده: (فصلوا رجالًا أَو ركبانًا).
{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ (٣) بَلَى قَادِرِينَ}؛ التَّقدير والله أعلم بمراده: (بلَي نجمعها قادرين).
والفراء: أن (قادرين): مفعول ليحسب محذوفًا؛ أي: (بلى ليحسبنا قادرين).
ومن حذف عامل الحال جوازًا قولهم:
(حَظِيِّيْنَ بناتٍ، صَلِفِينَ كَنَّاتٍ) (٢)؛ التقدير: (عُرِفتم حظيِّين صلفين).
والأول: اسم فاعل من (حظي حظوة)، و (صلفت المرأة): إِذا لم يكن لها حظ عند زوجها، و (بنات)، و (كنات): تمييز، جمع (كِنَّة) زوجة الابن.
(١) والحال: مبتدأ. قد: حرف تحقيق. يحذف: فعل مضارع مبني للمجهول. ما: اسم موصول نائب فاعل ليحذف، والجملة من الفعل ونائب الفاعل: في محل رفع خبر المبتدأ. فيها: جار ومجرور متعلق بعمل الآتي. عمل: فعل ماض، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا، تقديره: هو، يعود إلى ما الموصولة، والجملة لا محل لها صلة الموصول. وبعض: مبتدأ أول، وبعض مضاف. وما: اسم موصول مضاف إليه. يحذف: فعل مضارع مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، والجملة لا محل لها صلة الموصول. ذكره: ذكر: مبتدأ ثان، وذكر مضاف، والهاء مضاف إليه. حظل: فعل ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل: ضمير مستتر فيه جوازًا، والجملة من حظل ونائب الفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الثاني، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول.
(٢) قال الميداني في المجمع ١/ ٢٠٩: حَظِيِّيْنَ بناتٍ، صَلِفِينَ كَنَّاتٍ.
يضرب هذا المثل في أمر يَعسُر طلب بعضه ويتيسر وجود بعضه.