وأشار بقوله:(وَبَعْضُ مَا يُحْذَفُ ذِكرُهُ حُظِلْ) -أي: مُنع-: إِلَى أَن بعض عوامل الحال المحذوفة يمتنع ذكره والتَّصريح به، فيجب الحذف قياسًا إذا كانت الحال مؤكّدة المضمون الجملة؛ نحو:(أنا زيد معروفًا) كما سبق عند قوله: (وإنْ تؤكَّد جُملَة فمُضمَرُ).
* وكذا إذا قصد بالحال بيان زيادة أو نقص بتدريج، وهذه تقترن بالفاء؛ نحو:(تصدق بدينار فصاعدًا)؛ التقدير:(فذهب المتصدق به صاعدًا) و (بعه بدينار فسافلًا)؛ أي:(فذهب الثّمن سافلًا).
* وكذا الحال التي تسد مسد الخبر كـ (ضربي العبد مسيًا)؛ أي:(ضربي العبد ثابت إذا كَانَ مسيًا) كما سبق في الابتداء.
و (مسيًا): حال من الضّمير في كَانَ.
* ومنها إذا قصد بالحال التّوبيخ؛ نحو:(أغافلًا وقد قرب الموت)؛ أَي:(أتلهو غافلًا)، وكقولك لمن لا يثبت على حالة واحدة في نسبه:(أتميمًا مرة وقيسيًا أخرى؟)؛ أَي:(تتحول مرة تميميًا وأخَرى قيسيًا؟).
وقيل: هو على حذف مضاف؛ أَي:(أتتحول تحوُّل تميمي) ونحوه.
* ومن حذف العامل سماعًا قولهم:(هنيئًا)؛ أي:(ثبت الخير لك هنيئًا).
* ويجوز حذف الحال ما لم تنب عن غيرها: كـ (ضربي العبد مسيئًا).
* أو يتوقف المراد عليها كاللازمة في قوله تعالى:{وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}.
* ويكثر حذفها إن كانت قولًا؛ كقوله تعالى: {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (٢٣) سَلَامٌ عَلَيْكُمْ}؛ أي:(قائلين سلام عليكم).
و (ذِكرُ): مبتدأ، و (حُظِل): خبره، والجملة: خبر عن (بعضُ).