للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ش:

يجب تقديم عامل التّمييز عند سيبويه ومن وافقه:

* فعلًا متصرفًا: كـ (طاب زيد نفسًا).

* أو جامدًا: كـ (ما أحسن زيدًا شاعرًا).

* أَو اسمًا مطلقًا: كـ (قفيز برًا)، و (عشرين درهمًا)، و (زيد أحسنُ القوم خطيبًا)، و (طيب نفسًا)؛ لأنَّ التّمييز مفسر فلا يكون إِلَّا بعد المفسر أَو؛ لأنه يكون محولًا عن الفاعل والفاعل لا يتقدم.

وأَجازَ المازني، والمبرد، والجرمي، والكسائي، والمصنف في "العمدة": تقديمه علَى الفعل المتصرف قياسًا علَى الحال؛ لاشتراكهما .. في رفع الإبهام، وكون العامل فيهما متصرفًا؛ كَقَولِ الشَّاعرِ:

أَنَفْسًا تَطِيبُ بِنَيْلِ المُني ... ......................................... (١).


(١) التخريج: صدر بيت من المتقارب، وعجزه: ودَاعِي المنونِ يُنادِي جَهارا
وهو لرجل من طيئ في شرح التصريح ١/ ٤٠٠، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٧٧، وبلا نسبة في شرح شواهد المغني ٢/ ٨٦٢ مغني اللبيب ٢/ ٤٦٣ والمقاصد النحوية ٣/ ٢٤١.
اللغة: تطيب: تطمئن. نيل المني: إدراك المأمول، ونيل مصدر: (نال الشيء يناله نيلًا ومنالًا) إذا حصل عليه، والمُني: بضم الميم - جمع منية - والمنية - بضم فسكون - اسم لما يتمناه الإنسان ويرغب فيه، المنون: الموت. قال الفراء: المنون: مؤنث وتكون واحدة وجمعًا. الجهار: العلانية.
المعنى: يقول: إن النفوس لتغتبط بما تحققه من أمان، وتغفل عن الموت الذي يدعوها علانية إلى الزوال.
الإعراب: أنفسًا: الهمزة للاستفهام: نفسًا: تمييز منصوب. تطيب: فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير محذوف وجوبًا تقديره: أنت. بنيل: جار ومجرور متعلقان بتطيب وهو مضاف. المني: مضاف إليه مجرور. وداعي: الواو حالية، داعي: مبتدأ مرفوع، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور. ينادي فعل مضارع مرفوع، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازًا تقديره: هو. جهارًا: نائب مفعول مطلق منصوب.
وجملة (تطيب): ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة (داعي المنون ينادي): في محل نصب حال. وجملة (ينادي): في محل رفع خبر المبتدأ.
الشاهد: قوله: (أنفسًا تطيب)؛ حيث قدم التّمييز علَى عامله المتصرف؛ قياسًا علَى الحال، وهذا نادر

<<  <  ج: ص:  >  >>