للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: يجوز أَن يكونا ظرفين، وما بعدهما: فاعل بـ (كان) التّامة؛ والتّقدير: (ما رأيته مذ كَانَ يومان)، و (مذ كَانَ يومُ الجمعة).

وعزاه أبو حيان للكسائي والفراء.

* وإن تلاهما فعل: كـ (جئت مذ دعا)، و (ما رأيته مذ كان عندي) .. فكلاهما منصوب المحل بما قبله على الظرفية، مضاف للجملة الفعلية بعده.

* وقد تليهما الاسمية؛ كقولِه:

وَما زِلتُ أَبْغِي المَالَ مُذْ أَنَا يَافِعٌ .......................................... (١)


(١) التخريج: هذا صدر بيت، وعجزه قوله: وليدا و كهلا حين شبت وأمردا وهو من قصيدة الأعشى المشهورة، والتي مطلعها قوله:
ألم تغتمض عيناك ليلة أرمدا ... وبت كما بات السليم مسهدا
والشاهد من شواهد: التصريح: ١/ ٢١، والأشموني: ٥٦٦/ ٢/ ٢٩٧، والعيني: ٣/ ٣٢٦، الهمع: ١/ ٢١٦، الدرر: ١/ ١٨٥، المغني: ٦٣٢/ ٤٤٢ السيوطي: ٢٥٧، وديوان الأعشى: ١٠٢.
اللغة: أبغي: أطلب. افع: هو الغلام الذي بلغ الحلم أو ناهز العشرين، يقال: أيفع الغلام ويفع فهو يافع، ولا يقال موفع، وكأنهم استغنوا باسم الفاعل من الثلاثي. ولي: صبيًا. كهلًا: هو من جاوز الثلاثين أو الأربعين إلى الخمسين أو الستين. أمر: هو الشاب الذي طر شاربه ولم تنبت لحيته؛ لأنه لم يبلغ سن الالتجاء، فإذا بلغه -ولم تنبت لحيته- فهو ثط.
المعنى: إنني أطلب المال وأسعى للحصول عليه منذ كنت ناشئا، ثم صبيا، إلى أن بلغت سن الكهولة.
الإعراب: ما زلت: ما نافية، زلت: فعل ماض ناقص، مبني على السكون؛ لاتصاله بضمير رفع متحرك، والتاء: ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع اسم زال. أبغي: فعل مضارع مرفوع؛ لتجرده من الناصب والجازم، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء للثقل؛ والفاعل: أنا. المال: مفعول به منصوب؛ وجملة أبغي المال: في محل نصب خبر زال. مذ: ظرف زمان مبني على السكون في محل نصب متعلق بأبغي. أنا: ضمير رفع منفصل، في محل رفع مبتدأ. يافع: خبر مرفوع؛ وجملة أنا يافع: في محل جرّ بالإضافة؛ وهو الأفضل.
الشّاهد: (مذ أنا يافع)؛ حيث دخلت (مذ) على الجملة الاسمية.
وبعض العلماء يرون أن (مذ) داخلة على (زمن) مضاف إلى الجملة؛ والتقدير: مذ زمن كوني يافعا.
وبعضهم أعرب مذ: مبتدأ، وجعل جملة (أنا يافع) في محل جرّ بإضافة اسم زمان، يقع خبرا للمبتدأ مذ، والتقدير: أول أمد بغائي الخير وقت أنا يافع.

<<  <  ج: ص:  >  >>