ويحلى ب «شيخ الجماعة»، وب «إمام الأئمة»، نظرا لأن الله تعالى قد نسأ في عمره، وبارك في علمه، حتى ألحق الأصاغر بالأكابر، فكان سائر علماء القطر المغربي من تلامذته بالتعلم أو بالإجازة. وقد تقدم قريبا كلام القادري في هذا الشأن. وقد صار الشيخ عبد القادر في العصور الموالية قعددا للإسناد في المغرب والمشرق على حد سواء.
ويحلى أيضا ب «شيخ الإسلام»، وصاحب هذه الحلية في الدولة العثمانية هو متولي خطة الإفتاء. وأما في المغرب فلم تكن الفتوى ضمن الخطط المعتبرة في نطاق التراتيب الإدارية في أي عصر من العصور، وإنما ظلت الفتوى عملا تطوعيا. فلعل هذه الحلية إنما أطلقت على الشيخ عبد القادر تقليدا لما كان مصطلحا عليه بالنسبة للعثمانيين الذي كانوا في أدنى الحدود الشرقية من المغرب. ويزكي هذا ما كان لفتاوى الشيخ عبد القادر من الاعتبار عند حكام عصره على مختلف مستوياتهم من السلطان فمن دونه، كما في سائر الأوساط العلمية في عصره فما بعده.
ويحلى ب «العارف بالله» كما في عدد لا أحصيه من المصنفات والوثائق.
ويحلى ب «القطب» كما سنقف عليه في صدر نسخة خلاصة الأصول لا حقا، وكما في غيرها. وهي حلية ابتدأها بالنسبة للشيخ عبد القادر تلميذه الشيخ أبو سالم العياشي بنقل عن بعض أكابر الوقت، «وشاع ذلك في الألسنة ولهج به العموم والخصوص، ولم ينكر ذلك الشيخ رضي الله عنه»(١).