للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مقدمة

مبادئ أصول الفقه

فأقول: قال المصنف رحمه الله تعالى: (الحمد لله)، بدأ به على عادة المصنفين، و (١) اقتداء بالحديث الوارد في ذلك، ومعلوم ما قيل فيه (٢)، فلا


(١) سقطت الواو من (ب).
(٢) الحديث في الابتداء بالحمد لله مشهور معلوم - كما ذكر هنا - قال ابن حجر: «أخرجه أبو عوانة في صحيحه، وصححه ابن حبان أيضا، وفي إسناده مقال» (فتح الباري: ٨/ ٢٢٠). وله روايات متعددة بألفاظ مختلفة: وأشهر ألفاظه وأرجحها: «كل كلام ذي بال لم يبدأ بالحمد لله فهو أقطع»، قال النووي: «[بحمد الله] أي: بذكر الله، كما جاء في رواية أخرى، فإنه روي على أوجه: بذكر الله، ببسم الله، بحمد الله «(شرح صحيح مسلم: ١٢/ ١٠٨) وأورد كلامه ابن حجر بنصه، ثم قال: «فالرواية المشهورة فيه بلفظ «حمد الله» وما عدا ذلك من الألفاظ التي ذكرها النووي وردت في بعض طرق الحديث بأسانيد واهية» (فتح الباري: ٨/ ٢٢٠). وأرجح أسانيده روايته مرسلا عن الزهري عن النبي صلّى الله عليه وسلم. وإن كانت روايته عنه مرفوعا عن أبي هريرة رضي الله عنه أشهر. أخرجها ابن حبان (برقم: ٤: ١/ ١٧٣ - ١٧٤ من طريقين) وابن ماجة (برقم: ١٨٧٤: ١/ ٦١٠) وأبو داود (برقم: ٤٨٤٠: ٤/ ٢٦١) وأحمد (مسند أبي هريرة: برقم: ٨٦٩٧: ٢/ ٣٥٩) والدارقطني (برقم: ١: ١/ ٢٢٩) وقال: «تفرد به قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة، وأرسله غيره عن الزهري عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وقرة ليس بقوي في الحديث. ورواه صدقة عن محمد بن سعيد عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك عن أبيه عن النبي صلّى الله عليه وسلم، ولا يصح الحديث: وصدقة، ومحمد بن سعيد: ضعيفان». (أخرج روايته عن كعب بن مالك رضي الله عنه مرفوعا الطبراني في المعجم الكبير: ١٤١: ١٩/ ٧٢). وبين أبو داود من أرسله، فقال: «رواه يونس، وعقيل، وشعيب، وسعيد بن عبد العزيز، عن الزهري عن النبي صلّى الله عليه وسلم» (٤/ ٢٦١). أما يونس -

<<  <   >  >>