للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على العلية، وهو تارة يدل (صريحا) لدلالة اللفظ على العلية وضعا، (و) تارة يدل (إيماء) لاقتران الوصف بحكم، لو لم يكن الوصف، أو نظيره للتعليل كان بعيدا، تنزه بلاغة الشارع عنه.

[١) النص الصريح]

[فالصريح: الإتيان بصيغة العلة].

(فالصريح) مراتب أقواها:

- (الإتيان بصيغة) لفظ (العلة)، نحو: لعلة كذا، أو ما يدل عليها نحو:

{مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَتَبْنا} (١)، {كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها} (٢)، إذن يغفر الله لك ذنبك.

- وقد يستفاد التعليل بحرف ظاهر فيه نحو: لكذا، أو إن كان كذا، أو بكذا.

- وقد يستفاد بتعليق الحكم على الوصف من إدخال الفاء على العلة نحو: «لا تغسلوهم، فإن كل جرح يفوح مسكا يوم القيامة» (٣).


(١) المائدة: الآية (٣٢).
(٢) جزء من آيتين: طه (٤٠)، والقصص (١٣).
(٣) رواه الإمام أحمد في المسند (برقم: ١٤٢٢٥: ٣/ ٢٩٩) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم أنه قال في قتلى أحد: «لا تغسلوهم فإن كل جرح أو كل دم يفوح مسكا يوم القيامة ولم يصل عليهم». والأحاديث في موضوعه كثيرة وإنما اقتصرت على ما في المسند مراعاة لمطابقة اللفظ. وقد أجمل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى العبارة عن أحاديث الباب بقوله (الأم: ١/ ٢٦٧، وفي المطبوعة اضطراب في اللفظ تصحيحه من فتح الباري: ٣/ ٢١٠): «. . . فقد جاءت الأخبار كأنها عيان من وجوه متواترة بأن النبي صلّى الله عليه وسلم لم يصل عليهم وقال: زملوهم بكلومهم».

<<  <   >  >>