للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسجلا، وكذا فعل عمر بن الخطاب أيام خلافته.

نسخة عهد وسجلّ، من محمد بن عبد الله عليه السلام لأهل نجران، وسائر من ينتحل دين النصرانية في أقطار الأرض، نسخ من دفتر وجد ببرمنثا (؟) عند حبيب الراهب في سنة خمس وستين ومائتين، وذكر الراهب أنه من بيت الحكمة، وكان يتولى حفظ ما فيه قبل أن يترهب، وأنه في جلد ثور قد اصفرّ مختوم بخاتمة عليه السلام نسخته:

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب أمان من الله ورسوله، للذين أوتوا الكتاب من النصارى، من كان منهم على دين نجران، أو على شيء من نحل النصرانية.

كتبه لهم محمد بن عبد الله، رسول الله إلى الناس كافة؛ ذمّة لهم من الله ورسوله، وعهدا عهده إلى المسلمين من بعده. عليهم أن يعوه، ويعرفوه، ويؤمنوا به، ويحفظوه لهم، ليس لأحد من الولاة، ولا لذي شيعة من السلطان وغيره نقضه، ولا تعدّيه إلى غيره، ولا حمل مؤونة من المؤمنين، سوى الشروط المشروطة في هذا الكتاب. فمن حفظه ورعاه ووفى بما فيه، فهو على العهد المستقيم والوفاء بذمّة رسول الله. ومن نكثه وخالفه إلى غيره وبدّله فعليه وزره؛ وقد خان أمان الله، ونكث عهده وعصاه، وخالف رسوله، وهو عند الله من الكاذبين. لأن الذّمّة واجبة في دين الله المفترض، وعهده المؤكد. فمن لم يرع خالف حرمها. ومن خالف حرمها فلا أمانة له، وبرىء الله منه، وصالح المؤمنين.

فأما السبب الذي استوجب [به] أهل النصرانية الذمة من الله ورسوله والمؤمنين، فحق لهم لازم لمن كان مسلما، وعهد مؤكّد لهم على أهل هذه الدعوة، ينبغي للمسلمين رعايته، والمعونة به، وحفظه، والمواظبة عليه، والوفاء به، إذ كان جميع أهل الملل، والكتب العتيقة، أهل عداوة لله ورسوله، وإجماع بالبغضاء والجحد للصفة

<<  <   >  >>