في الذمّة، عند كل من كانت حاله حالي، وكفّ المؤونة عني، وعن أهل دعوتي في أقطار أرض العرب، ممن انتحل اسم النصرانية وكان على مللها، وأن أجعل ذلك عهدا مرعيا، وأمرا معروفا، يمتثله المسلمون، ويأخذ به المؤمنون. فأحضرت رؤساء المسلمين، وأفاضل أصحابي، وأكدت على نفسي الذي أرادوا، وكتبت لهم كتابا، يحفظ عند أعقاب المسلمين، من كان منهم سلطانا أو غير سلطان. فإنّ على السلطان إنفاذ ما أمرت به، ليستعمل بموافقة الحق الوفاء، والتخلي إلى من [التمس] عهدي، وإنجاز الذمّة التي أعطيت من نفسي، لئلا تكون الحجة عليه مخالفة أمري. وعلى السوقة أن لا يؤذوهم، وأن يكملوا لهم العهد الذي جعلته لهم، ليدخلوا معي في أبواب الوفاء، ويكونوا لي أعوانا على الخير، الذي كافيت به من استوجب ذلك مني، وكان عونا على الدعوة، وغيظا لأهل التكذيب والتشكيك، ولئلا تكون الحجة لأحد من أهل الذمّة على أحد ممن انتحل ملّة الإسلام، مخالفة لما وضعت في هذا الكتاب؛ والوفاء لهم بما استوجبوا مني واستحقّوا، إذ كان ذلك يدعوا إلى استتمام المعروف، ويجرّ إلى مكارم الأخلاق، ويأمر بالحسنى، وينهى عن السوء، وفيه اتّباع الصّدق، وإيثار الحق إن شاء الله تعالى.
(١٣) ساد، وفي الطبعة: سار
(١٧) في الطبعة: فعله
(١٨) سقط [] من الأصل.
(٤٩) والتزيين، كذا على الهامش، وفي النص: الراس- ألا، في الطبعة: لا
(٥٢)(من مخالفة) ، سقطت هذه العبارة أو مثلها من النص