وأول من اعترض على الأسود العنسي وكاثره، عامر بن شهر الهمداني في ناحيته، وفيروز وداذويه في ناحيتهما. ثم تتابع الذين كتب إليهم على ما أمروا به.
عن عبيد بن صخر قال: فبينا نحن بالجند، قد أقمنا المرتدين على ما ينبغي، وكتبنا بيننا وبينهم الكتب (- ٢٧٢) ، إذ جاءنا كتاب من الأسود (- ٢٧٣) :
أيها المتورّدون علينا، أمسكوا علينا ما أخذتم من أرضنا، ووفّروا ما جمعتم فنحن أولى به، وأنتم على ما أنتم عليه.
فبينا نحن ننظر في أمرنا ونجمع جمعنا، إذ أتينا فقيل هذا الأسود.
وخرج إليه شهر بن باذام، فبينا نحن ننتظر الخبر، إذ أتانا أنه قتل شهرا
وغلب الأسود على ما بين صهيد، مفازة حضرموت، إلى عمل الطائف إلى البحرين قبل العدن. وطابقت عليه اليمن وعكّ بتهامة معترضون عليه ... فلما أثخن في الأرض، استخفّ بقيس وبفيروز وداذويه. فبينا نحن كذلك بحضرموت ولا نأمن أن يسير إلينا، أو يبعث إلينا جيشا، أو يخرج بحضرموت خارج، إذ جاءتنا كتب النبي صلى الله عليه وسلم، يأمرنا فيها ان نبعث الرجال لمحاولته او لمصاولته، ونبلغ كل من رجا عنده شيئا من ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (- ٢٧٤) ، فقام معاذ في ذلك بالذي أمر به.
وعن جشيش الديلمي قال: قدم علينا وبر بن يحنّس بكتاب النبي صلى الله عليه وسلم: يأمرنا فيه بالقيام على ديننا، والنهوض في الحرب والعمل في الأسود، إما غيلة وإما مصادمة، وأن نبلغ عنه من رأينا أنّ عنده نجدة ودينا.
ولم يرو النص.
فعملنا في ذلك وكاتبنا الناس ودعوناهم.. ونحن في ارتياب وعلى خطر عظيم، إذ جاءنا اعتراض عامر بن شهر، وذي زود، وذي مرّان