الشيباني في السير الكبير: «والأصل فيه ما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل محمية بن جزء الزبيدي على خمس بني المصطلق؛ وكانت تجمع إليه الاخماس (في كل غزوة) . وكانت الصدقات على حدة، لها أهل، وللفيء أهل. وكان يعطي من الصدقة اليتيم والضعيف والمسكين. فاذا احتلم اليتيم، ووجب عليه الجهاد، نقل إلى الفيء. وإن كره الجهاد لم يعط من الصدقة شيئا، وأمر أن يكسب لنفسه» . (شرح السير الكبير للسرخسي، باب ١٠٥، رقم ١٩٧٨ من طبعة المنجّد) .
ولمّا دوّن سيدنا عمر الدواوين في خلافته لم يعمل إلا استدامة النظام الاداري الذي ورثه من العصر النبوي على صاحبه الصلاة والسلام.
أما طريق الكتابة فيمكن لنا أن نستنبطه مما ذكره ابن عبد البر: «روى ابن القاسم، عن مالك، قال بلغني أنه ورد على رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب، فقال: من يجيب عني؟ فقال عبد الله بن الأرقم: أنا. فأجاب عنه، وأتى به، فأعجبه وأنفذه ... وذكر موسى بن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم، فكان يجيب عنه الملوك. وبلغ أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك، فيكتب، ويأمره أن يطيه (يطويه) ويختمه، وما يقرأه لامانته عنده. (الاستيعاب، مادة عبد الله بن الأرقم) .
وذكر الجهشياري: كان حنظلة بن الربيع بن صيفي، ابن أخي أكثم بن صيفي الاسدي، خليفة كل كاتب من كتّاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا غاب عن عمله. فغلب عليه اسم «الكاتب» . وكان يضع عنده خاتمه. وقال له:
«الزمني: واذكرني لكل شيء لثالثة. فكان لا يأتي على مال ولا طعام ثلاثة أيام إلا أذكّره، فلا يبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده شيء منه»(الوزراء والكتّاب، ص ١٢- ١٣، الأعظمي، ص ٥٥) .
وذكر ابن سعد: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد، ابني الجلندى. فاتصل عمرو بعبد بن الجلندى الذي أوصل