كتبه محمد رسول الله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، على وديعة الله في خلقه لتكون حجة الله سجل دين النصرانية في مشرق الأرض ومغربها، وفصيحها وأعجمها، قريبها وبعيدها، ومعروفها ومجهولها كتابا جعله عهدا مرعيا وسجلا منشورا، ووصية منه تقيم فيه عدله وذمة محفوظه. فمن رعاها كان بالإسلام متمسكا ولما فيه متأهلا، ومن ضيّعها ونكث العهد الذي فيها وخالفه إلى غير المؤمنين، وتعدّى بها ما أمرت به كان لعهد الله ناكثا، ولميثاقه ناقضا، وبدينه مستهينا، سلطانا كان أو غيره من المؤمنين أو المسلمين ...
(يحذف باقي النص فإنه يشبه كثيرا الوثيقة ٩٧ إلا أسماء الشاهدين حمزة وعبد الله بن العباس ومعاوية. وفي آخره:) .
كتبه معاوية بن أبي سفيان، بإملاء رسول الله يوم الاثنين في ختام أربعة أشهر من السنة الرابعة من الهجرة بالمدينة، على صاحبها أفضل السلام وكفى باسمه شهيدا على ما في هذا الكتاب، والحمد لله رب العالمين.
(ومعلوم أن حمزة استشهد في غزوة أحد في سنة ٣، ومعاوية لم يسلم إلا عام فتح مكة سنة ٨، ولم يكن عمر عبد الله بن العباس في السنة الرابعة للهجرة إلا سبع سنين. ثم ذكر شيخو ما يأتي:) .
... عهد وجدناه في بعض مخطوطات مكتبتنا قيل في آخره أنه خط عن إحدى النسخ الثلاث التي كتبها علي بن أبي طالب باملاء محمد الرسول سنة اثنتين بعد الهجرة وإحدى النسخ في خزينة السلطان، والثانية بدير الطور في سينا، والثالثة في أيدي رهبان جبل الزيتون. فهذا أوله:
هذا عهد الله لكافة النصارى ولسائر الأماكن النصرانية، حفظا منّا ورعاية لنجاتهم، لأنهم وديعة الله بعده في خلقه، ليكون حجة له عليهم، ولا يكون للناس حجة على الله بعده، وجعل ذلك ذمة منه لأمر الله العزيز الحكيم. كتبه وأمر سائر المولين الأمور من أهل ملّته بعده، أن يمتثلوه ويعاملوا به كل من انتحل دين النصرانية، ودعوا بها من مشرق الأرض ومغربها، وقبليها وبحريّها، وقريبها وبعيدها، وعربيها وعجميها، ومعروفها ومجهولها عهدا منه وسنّة لهم ليحفظوها ويراعيها كل المتولين الأمور ممن هو بالأمور متمسكا، ولطاعة الآمر تابعا ومستأهلا. ومن نكثها وتعدّاها وخالفها وضيّع عهد الآمر به