وغيره وفعل بخلاف ما رسم به الآمر، كان لعهد الله ناكثا ولميثاقه ناقضا، وبذمته مستهينا وللعنته مستوجبا ...
وهكذا بقية العهد يتفق مع نص روضة المعارف في أشياء ويختلف في أشياء ...
وعندنا صورة رابعة للعهد المحمدي، ينتحلها اليعاقبة فيزعمون أن محمدا أعطاها جبريل مطران الطائفة السريانية لهم ولنصارى الأقباط. ونسختها منقولة عن نسخة كوفية تنسب إلى معاوية، محفوظة في دير السريان اليعاقبة الشهير، المسمى بدير الزعفران بقرب ماردين. يبتدىء هكذا:
بسم الله الرحمن الرحيم.
نسخة العهد الموهوبة من نبيّ الله محمد، لطوائف النصارى القبط والسريان اليعقوبية بمصر وأقاليمها، وفي كل مكان من أقطار الأرض.
هذا عهد مني إلى سكان جميع النواحي من السريان والقبط، حفظا لميثاقهم ورعاية لأجل الله عزّ وجلّ، لأنهم وديعة الله في أرضه، ومحافظون لما أنزل عليهم في الإنجيل والزبور والتوراة، لا يكون لهم الحجة عليهم من قبل الله تعالى، وصية منه وحفظا عليهم بأمر العزيز الحكيم، إذ أمر معاوية بقوله: اكتب لهم هذا العهد مني، ليطّلعوا (كذا) عليه سائر المسلمين والمتولين للحكم من الأمراء والوزراء، والسلاطين والعلماء والفقهاء من الملة الإسلامية العاملين بوصيتي ...
ثم يتبع النص كما في العهود السابقة مع اختلافات عرضية في العبارة، وبعض إيضاحات وزيادات ... وأما العهد الذي يقال ان محمدا عاهد به الأرمن، فإن صورته قريبة من صور العهد اليعقوبي السابق ذكرها، إلا في بعض قطعها ولا حاجة إلى نقل شيء منها.
وجدنا في مكتبة قسم التاريخ الاسلامي، من اسلامي علملر فاكلته سي، من جامعة أرضروم في تركيا وثيقة لصالح الارمنيين، وهي مطبوعة مع ترجمة تركية، كأن الارمنيين نشروها، وعليها شهادة محمد بن علي المشهور بملا چلبي قاضي مدينة آمد، ونقى فضلي زاده قاضي بمدينة رها. أثبتها ههنا، مع شكري لزميلي الاستاذ إحسان ثريا صيرما:
تقرير مطابق للمنقول الممضي المأخوذ من اصله شأن
وموافق للمأخوذ المنقول من مأخذه مشتمل على تعالى
أحكام محكمة ومواثيق شرعية مبرمة لا ذلل في مبانيها اليه
ولا خلل في مضامينها ومعانيها أفاض الله تعالى علينا الفقير