للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون. ثم انصبوا وانعتوا لهم الكفار ودلّوهم عليهم وخوّفوهم من الهلكة من الكبائر وإن الكبائر هي الموبقات، أولاهن الشرك بالله إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ والسحر وما للساحر من خلاق، وقطيعة الرحم لعنهم الله، والفرار من الزحف فقد باءوا بغضب من الله، والغلول يأتون بما غلّوا يوم القيامة فلا يقبل منهم، وقتل النفس المؤمنة جزاؤه جهنم، وقذف المحصنة لعنوا في الدنيا والآخرة، وأكل مال اليتيم يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً وأكل الربا ائذنوا بحرب من الله ورسوله. فإذا انتهوا عن الكبائر فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون وقد استكملوا التقوى فادعوهم بمثل ذلك إلى العبادة. والعبادة: الصيام والقيام والخشوع والخضوع والركوع والسجود والإنابة واليقين والإحسان والتهليل والتسبيح والتحميد والتمجيد والتكبير والصدقة بعد الزكاة والتواضع والسكون والمواساة والتضرع والدعاء والإقرار بالملكة لله. والعبودية، والاستقلال لما كبر من العمل الصالح.

فإذا فعلوا ذلك فهم مسلمون مؤمنون محسنون متقون عابدون وقد استكملوا العبادة. فادعوهم عند ذلك إلى الجهاد وبيّنوه لهم ورغّبوهم فيما رغبهم الله من فضيلة الجهاد وثوابه عند الله تعالى.

فإن انتدبوا فبايعوهم وادعوهم حتى تبايعوهم إلى سنة الله وسنة رسوله، عليكم عهد الله وذمته وسبع كفالات (يعني «١» : الله كفيل على الوفاء سبع مرات) لا تنكثون أيديكم من بيعة ولا تنقضون أمر وال «٢» من ولاة المسلمين. فإذا أقرّوا بهذا فبايعوهم واستغفروا لهم.

فإذا خرجوا يقاتلون في سبيل الله غضبا لله ونصرا لدينه فمن لقوا من الناس فليدعوهم إلى ما دعوا إليه من كتاب الله وإجابته ثم إسلامه وإيمانه وإحسانه وتقواه وعبادته وجهاده، فمن اتبعهم فهو المستجيب المستكثر المسلم المؤمن المحسن المتقي العابد المجاهد، له ما لكم وعليه ما عليكم، ومن أبى هذا عليكم فقاتلوهم حتى يفيء إلى أمر الله، ويفيء


(١) في الإتحاف «قال داود بن المحبر يقول: الله كفيل علي بالوفاء سبع مرات» .
(٢) في الإتحاف «ولاة» .

<<  <   >  >>