للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(هـ) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَكَّةَ «وأَعْذَق إذْخِرُها» أَيْ صارَت لَهُ عُذُوق وشُعَب.

وَقِيلَ: أَعْذَق بِمَعْنَى أزْهَر. وَقَدْ تَكَرَّرَ العَذْق والعِذْق فِي الْحَدِيثِ ويُفْرق بَيْنَهُمَا بِمَفْهُومِ الْكَلَامِ الواردانِ فِيهِ.

(عَذُلَ)

(هـ) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ «وسُئِل عَنْ الاسْتِحَاضة فَقَالَ: ذَلِكَ العَاذِل يَغْذُو» العَاذِل: اسْمُ العِرْق الَّذِي يَسِيل مِنْهُ دَمُ الاسْتِحَاضةِ، ويَغْذو: أَيْ يَسِيل.

وَذَكَرَ بعضُهم «العَاذِر» بِالرَّاءِ. وَقَالَ: العَاذِرَة: المرأةُ المستحاضَةُ، فَاعِلَةٌ بِمَعْنَى مُفَعْوِلَةٍ، مِنْ إقامةِ العُذْر. وَلو قَالَ: إنَّ العَاذِر هُوَ العِرْق نفسُه لِأَنَّهُ يقُوم بعُذْرِ المرأةِ لكانَ وجْهاً.

وَالْمَحْفُوظُ «العَاذِل» بِاللَّامِ.

(عَذَمَ)

(هـ) فِيهِ «أَنَّ رَجُلًا كَانَ يُرَائِي فَلَا يَمرُّ بقَومٍ إلاَّ عَذَمُوه» أَيْ أخَذُوه بألْسِنَتِهم. وَأَصْلُ العَذْم: العَضّ.

وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «كالنَّاب الضَّرُوس تَعْذِمُ بِفِيهَا وتخْبِط بيَدِها» .

وَمِنْهُ حَدِيثُ عَبْدِ اللَّه بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ «فأقْبَل عَلَيَّ أَبِي فعَذَمَنِي وعضَّني بلِسانه» .

(عَذَا)

(هـ) فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ «إِنْ كُنْتَ لَا بُدَّ نازِلاً بالبَصْرة فانْزِل عَلَى عَذَوَاتِها، وَلَا تَنْزِل سُرَّتها» جَمْعُ عَذَاة. وَهِيَ الأرْضُ الطَّيِّبة التُّرْبَة «١» الْبَعِيدَةُ مِنَ الْمِيَاهِ وَالسِّبَاخِ.

بَابُ الْعَيْنِ مَعَ الرَّاءِ

(عَرب)

(هـ) فِيهِ «الثَّيبُ يُعْرِبُ عَنْهَا لسانُها» هَكَذَا يُرْوى بِالتَّخْفِيفِ، مِنْ أَعْرَبَ. قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الصَّوَابُ «يُعَرِّبُ» يَعْنِي بِالتَّشْدِيدِ. يُقَالُ: عَرَّبْتُ عَنِ الْقَوْمِ إِذَا تكلَّمْتَ عَنْهُمْ.

وَقِيلَ: إِنَّ أَعْرَبَ بِمَعْنَى عَرَّبَ. يُقَالُ: أَعْرَبَ عَنْهُ لسانُه وعَرَّبَ.

قَالَ ابْنُ قُتيبة: الصَّوَابُ «يُعْرِبُ عَنْهَا» بِالتَّخْفِيفِ. وَإِنَّمَا سُمِّي الإِعْرَاب إِعْرَابا لتَبْيِينِه وإيضاحِه. وَكِلَا القَوْلين لُغتان متساويتان، بمعنى الإبانة والإيضاح.


(١) فى الهروى: «الثّريّة» .

<<  <  ج: ص:  >  >>