(س) وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ «ذَكَرَ فِتْنَة فَقَالَ: إِنِّي كائنٌ فِيها كالكِفْل، آخُذُ مَا أعْرِف وأتْرك مَا أُنْكِر» قِيلَ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ فِي آخرِ الحَرْب هِمَّتُه الفِرَار.
وَقِيلَ: هُوَ الَّذِي لَا يَقْدِر عَلَى الرُّكوب والنُّهُوض فِي شَيْءٍ، فَهُوَ لازمٌ بَيْته.
(كَفَنَ)
- فِيهُ ذِكْر «كَفَن الْمَيِّتِ» كَثيراً. وَهُوَ مَعْرُوفٌ.
وذكَر بَعْضُهم فِي قَوْلِهِ: «إِذَا كَفَّنَ أحَدُكم أَخَاهُ فلْيُحْسِن كَفْنَه» أَيْ بسُكون الْفَاء عَلَى المصْدر: أَيْ تَكْفِينَه. قَالَ: وَهُوَ الأعَمُّ؛ لأنَّه يَشْتَمِل عَلَى الثَّوب وهَيْئَتِه وعَمَلِه، وَالْمَعْرُوفُ فِيهِ الْفَتْحُ.
وَفِيهِ «فأهْدَى لَنَا شَاةً وكَفَنَها» أَيْ مَا يُغَطِّيها مِنَ الرُّغْفان.
(كَفْهَرَ)
(هـ) فِيهِ «ألقُوا المُخالِفِين بوَجْهٍ مُكْفَهِرٍّ» أَيْ عابِسٍ قَطوب.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ «إِذَا لَقِيتَ الكافِرَ فألْقَهُ بوجهٍ مُكْفَهِرٍّ» .
(كَفَا)
(س) فِيهِ «مَن قَرأ الآيَتَين مِن آخِرِ البَقَرة فِي ليلةٍ «١» كَفَتَاه» أَيْ أغْنَتاه عَنْ قِيام اللِّيل.
وَقِيلَ: أَرَادَ أَنَّهُمَا أَقَلُّ مَا يُجْزِئُ مِنَ القِراءة فِي قِيَامِ اللَّيْلِ.
وَقِيلَ: تَكْفِيَان الشَّرَّ وتَقيان مِنَ الْمَكْرُوهِ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سَيَفْتَح اللَّهُ عَلَيْكُمْ ويَكْفِيكم اللَّهُ» أَيْ يَكفيكم القِتال بِمَا فَتَح عَلَيْكُمْ.
والكُفَاة: الخَدَم الَّذِينَ يَقُومون بالخِدْمة، جَمْعُ كافٍ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أبي مَرْيَم «فأذِنَ لِي إلى أهْلي بِغَيْرِ كَفِيٍّ» أَيْ بِغَيْرِ مَن يَقُومُ مَقامِي. يُقَالُ:
كَفَاه الأمْرَ، إِذَا قَامَ مَقامَه فِيهِ.
(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الجارُود «وأَكْفِي مَن لَمْ يَشْهَد» أَيْ أقُوم بأمْرِ مَن لَمْ يَشْهَد الحَرْب، وأُحاربُ عنه.
(١) في الأصل: «في كل ليلة» وفي ا: «في ليلة» والمثبت من اللسان. ويوافقه ما في البخاري (باب فضل البقرة، من كتاب فضائل القرآن) وما فى مسلم (باب فضل الفاتحة وخواتيم سورة البقرة، من كتاب صلاة المسافرين وقصرها.