للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(رَغَا ()

فِيهِ «لَا يَأْتِي أحدُكم يَوْم الْقِيَامَةِ ببَعير لَهُ رُغَاء» الرُّغَاءُ: صوتُ الْإِبِلِ. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ. يُقَالُ رَغَا يَرْغُو رُغَاءً، وأَرْغَيْتُهُ أَنَا.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ الْإِفْكِ «وَقَدْ أَرْغَى الناسُ للرَّحِيل» أَيْ حَملوا رَوَاحلَهم عَلَى الرُّغَاءِ.

وَهَذَا دَأْب الْإِبِلِ عِنْدَ رَفْع الأحْمَال عَلَيْهَا.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي رَجاء «لَا يكونُ الرَّجل مُتَّقيا حَتَّى يَكُونَ أذَلَّ مِنْ قَعُود، كلُّ مَن أتَى عَلَيْهِ أَرْغَاهُ» أَيْ قَهَره وأذلَّه، لِأَنَّ الْبَعِيرَ لَا يَرْغُو إلَّا عَنْ ذُلّ وإسْتِكَانة، وَإِنَّمَا خَصَّ القَعُود لِأَنَّ الفَتِيَّ مِنَ الْإِبِلِ يَكُونُ كَثيرَ الرُّغَاءِ.

وَفِي حَدِيثِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ «فَسَمِعَ الرَّغْوَةَ خَلْفَ ظَهْره فَقَالَ: هَذِهِ رَغْوَةُ ناقةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجَدْعاء» الرَّغْوَةُ بِالْفَتْحِ: المرَّة مِنَ الرُّغاء، وَبِالضَّمِّ الِاسْمُ كالغرفة والغرقة.

وَفِي حَدِيثٍ «تَرَاغَوْا عَلَيْهِ فَقَتَلوه» أَيْ تصايَحُوا وتَدَاعَوا عَلَى قَتْله.

(س) وَفِي حَدِيثِ الْمُغِيرَةِ «مَلِيلَة الْإِرْغَاءِ» أَيْ مَملُولَة الصَّوت، يَصِفُها بكَثرة الْكَلَامِ ورفْع الصَّوت، حَتَّى تُضْجِر السَّامِعِينَ. شبَّه صوتَها بالرُّغاء، أَوْ أَرَادَ إزْبَاد شِدْقَيها لِكَثْرَةِ كلامِها، مِنَ الرَّغْوَةِ: الزَّبَد.

بَابُ الرَّاءِ مَعَ الْفَاءِ

(رَفَأَ)

(س) فِيهِ «نَهَى أَنْ يُقَالَ لِلْمُتَزَوِّجِ: بالرِّفَاءِ والبَنِين» الرِّفَاءُ: الإلْتِئَام والاتِّفاقُ والبَركة والنَّمَاء، وَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ رَفَأْتُ الثَّوب رَفْأً ورَفَوْتُه رَفْواً. وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ كَراهية؛ لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ عادَتهم، وَلِهَذَا سُنَّ فِيهِ غَيْرَهُ.

(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «كَانَ إِذَا رَفَّأَ الإنسانَ قَالَ: بارَك اللَّهُ لَكَ وَعَلَيْكَ، وَجَمَعَ بينكُما عَلَى خَيْرٍ» ويُهْمز الفِعل وَلَا يُهْمز.

وَمِنْهُ حديث أم زرع «كنت لك كأبي زرع لِأُمِّ زَرْع فِي الألْفَة والرِّفَاءِ» .

(س) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «قَالَ لقُرَيش: جئتُكم بالذَّبْح، فأخَذَتْهُم كلمتُه، حَتَّى إِنَّ أشَدَّهم

<<  <  ج: ص:  >  >>