للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْ رَجُلٌ يَقُومُ بِتَأْبِيرِ النَّخْلِ وَإِصْلَاحِهَا، فَهُوَ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ أبَر الْمُخَفَّفَةِ، وَيُرْوَى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وسيُذْكر فِي مَوْضِعِهِ. وَمِنْهُ قَوْلُ مَالِكِ ابن أَنَسٍ «يَشْترط صَاحِبُ الْأَرْضِ عَلَى المُسَاقي كَذَا وَكَذَا وإِبَارَ النَّخْلِ» .

(س) وَفِي حَدِيثِ أسماءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ «قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تَتَزَوّجُ ابْنَةَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: مَالِي صَفْرَاءُ وَلَا بَيْضَاءُ، وَلَسْتُ بِمَأْبُورٍ فِي دِينِي فَيُوَرّي بِهَا رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِّي، إِنِّي لأوَّلُ مَنْ أَسْلَم» المَأْبُور: مَنْ أَبَرَتْهُ العقربُ: أَيْ لَسَعَتْهُ بِإِبْرَتِهَا، يَعْنِي: لستُ غَيْرَ الصَّحِيحِ الدِّينِ، وَلَا المتَّهَمَ فِي الْإِسْلَامِ فيتألَّفني عَلَيْهِ بِتَزْوِيجِهَا إِيَّايَ. ويُروى بِالثَّاءِ الْمُثَلَّثَةِ، وَسُيَذْكُرُ.

وَلَوْ رُوِي: لستُ بمأبُون- بِالنُّونِ- أَيْ مُتَّهَم لَكَانَ وَجْهًا.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ مَالِكِ [بْنِ دِينَارٍ] «١» «مَثَلُ المؤمِنِ مَثَلُ الشَّاةِ المَأْبُورَة» أَيِ الَّتِي أكَلَت الأَبْرَة فِي عَلَفهَا فَنَشِبَتْ فِي جَوْفِهَا، فَهِيَ لَا تَأْكُلُ شَيْئًا، وَإِنْ أَكَلَتْ لَمْ يَنْجَعْ فِيهَا.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ «وَالَّذِي فَلَق الحبَّةَ وبَرَأ النَّسَمَة لتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، وَأَشَارَ إِلَى لِحْيَتِهِ وَرَأْسِهِ» فَقَالَ النَّاسُ: لَوْ عَرَفْنَاهُ أَبَرْنَا عِتْرَتَه: أَيْ أَهْلَكْنَاهُ، وَهُوَ مِنْ أَبَرْتُ الكلبَ إِذَا أطعمتَه الإِبْرَةَ فِي الخُبْزِ، هَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحَافِظُ أَبُو مُوسَى الْأَصْفَهَانِيُّ فِي حَرْفِ الْهَمْزَةِ، وَعَادَ أَخْرَجَهُ فِي حَرْفِ الْبَاءِ، وَجَعَلَهُ مِنَ البَوَارِ: الهلاكِ، فَالْهَمْزَةُ فِي الْأَوَّلِ أَصْلِيَّةٌ، وَفِي الثَّانِي زَائِدَةٌ، وَسَيَجِيءُ فِي مَوْضِعِهِ «٢» .

(أَبْرَدَ)

(س) فِيهِ «إِنَّ الْبِطِّيخَ يَقْلَعُ «٣» الإِبْرِدَة» الإِبْرِدَة- بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ وَالرَّاءِ- عِلَّةٌ مَعْرُوفَةٌ مِنْ غَلَبَةِ الْبَرْدِ وَالرُّطُوبَةِ تُفَتّرُ عَنِ الْجِمَاعِ، وَهَمْزَتُهَا زَائِدَةٌ، وَإِنَّمَا أَوْرَدْنَاهَا هَاهُنَا حَمْلا عَلَى ظَاهِرِ لَفْظِهَا.

(أَبْرَزَ)

(هـ) فِيهِ «وَمِنْهُ مَا يَخْرُجُ كَالذَّهَبِ الإِبْرِيزِ» أَيِ الخالصِ، وَهُوَ الإِبْرِيزِيُّ أَيْضًا، وَالْهَمْزَةُ وَالْيَاءُ زَائِدَتَانِ.

(أبَسَ)

(س) فِي حَدِيثِ جُبَيْر بْنِ مُطْعِم قَالَ: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى قُريش مِنْ فَتْحِ خَيْبَر فَقَالَ: إِنَّ أَهْلَ خَيْبَرَ أسَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَيُرِيدُونَ أن يُرْسِلوا به إلى قومه ليقتلوه،


(١) الزيادة من ا.
(٢) زاد الهروى في المادة، وهو أيضا في اللسان: وفي حديث الشورى: «لا تؤبروا آثاركم» قال الرياشى: أى تعفوا عليها. وقال: ليس شىء من الدواب يؤبر أثره حتى لا يعرف طريقه إلا التفة. وهو عناق الأرض.
(٣) في اواللسان: «يقطع» .

<<  <  ج: ص:  >  >>