للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بَابُ الْقَافِ مَعَ الضَّادِ

(قَضَأَ)

(هـ) فِي حَدِيثِ الْمُلَاعَنَةِ «إِنْ جَاءَتْ بِهِ قَضِيءَ العَين فَهُوَ لهِلال» أَيْ فاسِد الْعَيْنِ. يُقَالُ: قَضِئَ الثَّوب يَقْضَأُ فهو قَضِئٌ، مِثْلُ حّذِرَ، يَحْذَر فَهُوَ حَذِرٌ؛ إِذَا تَفَزَّر وتَشَقَّقَ؛ وتَقَضَّأَ الثوبُ مِثْلُهُ.

(قَضَبَ)

(هـ) فِي حَدِيثِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «رَأَتْ ثَوْباً مَصَلَّباً فَقَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَآهُ فِي ثَوْبٍ قَضَبَه» أَيْ قَطَعه. والقَضْب: القَطْع. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.

وَفِي مَقْتل الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «فجَعل ابْنُ زِيَادٍ يَقْرَعُ فَمَهُ بقَضِيب» أَرَادَ بالقَضِيب:

السَّيفَ الَّلطيف الدَّقيق. وَقِيلَ: أَرَادَ العُود.

(قَضَضَ)

- فِيهِ «يُؤْتَى بِالدُّنْيَا بقَضِّها وقَضِيضها» أَيْ بِكُلِّ مَا فِيهَا، مِنْ قَوْلِهِمْ: جَاءُوا بقَضِّهم وقَضِيضِهم: إِذَا جَاءُوا مُجْتمِعين، يَنْقَضُّ آخرُهم عَلَى أَوَّلِهِمْ، مِنْ قَوِلهم: قَضَضْنا عَلَيْهِمْ، وَنَحْنُ نَقُضُّها قَضّاً.

وتَلْخيصه أَنَّ القَضّ وُضِع موضعَ القَاضّ، كزَوْر وصَومٍ، فِي زائِر وَصَائِمٍ. والقَضِيض: مَوْضِعُ المَقْضُوض؛ لِأَنَّ الْأَوَّلَ لِتَقَدُّمه وحَمْله الْآخَرَ عَلَى اللَّحَاقِ بِهِ، كَأَنَّهُ يَقُضُّه عَلَى نَفْسِهِ. فحقيقتُه جَاءُوا بمُستَلْحِقِهم ولاحِقهم: أَيْ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ.

وألْخَصُ مِنْ هَذَا كلِّه قولُ ابْنِ الْأَعْرَابِيِّ: إنَّ القَضَّ: الحَصى الكِبارُ، وَالْقَضِيضَ: الحَصَى الصِغار:

أَيْ جَاءُوا بِالْكَبِيرِ وَالصَّغِيرِ.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ الْآخَرُ «دَخَلَتِ الجنةَ أمَّة بقَضِّها وقَضِيضها» .

[هـ] وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي الدَّحْداح:

وارْتَحِلي بالقَضّ والأوْلاد»

أَيْ بِالْأَتْبَاعِ ومن يتَّصِل بك.


(١) في الهروى: «فارتحلى» .

<<  <  ج: ص:  >  >>