للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(هـ) ومنه حديث الباقر «مالَكَ مِنْ عَيِشك إَّلا لذَّةٌ تَزْدَلِفُ بِكَ إِلَى حِمَامك» أَيْ تُقرِّبُك إِلَى مَوْتِكَ.

وَمِنْهُ سُمِّى المشْعَر الحَرَام «مُزْدَلِفَة» لأنه ينقرّب إِلَى اللَّهِ فِيهَا «١» .

وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ذِكرُ «زُلَف اللَّيل» وَهِيَ ساعاَتُه، واحدتُها زُلْفَةٌ. وَقِيلَ هِيَ الطَّائفةُ مِنَ اللَّيْلِ قَلِيلَةً كَانَتْ أَوْ كَثِيرَةً.

(هـ) وَفِي حَدِيثِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ «إنَّ رُجلا قَالَ لَهُ: إِنِّي حَجَجْتُ من رَأس هِرٍّ، أو خارَك، أَوْ بَعض هَذِهِ الْمَزَالِفِ» رأسُ هِرّ وخارَك: موضِعاَن مِنْ ساَحِل فارِس يُرَابَط فِيهِمَا.

والْمَزَالِفُ: قُرى بَيْنَ الْبَرِّ وَالرِّيفِ، واحدتُها مَزْلَفَةٌ.

(زَلَقَ)

(هـ) فِي حَدِيثِ عَلِيٍّ «أَنَّهُ رَأَى رَجُلَيْنِ خرجاَ مِنَ الحمَّام مُتَزَلِّقَيْنِ» تَزَلَّقَ الرجُل إِذَا تنَعَّم حَتَّى يَكُونَ للَونه برِيق وبَصِيص.

وَفِيهِ «كَانَ اسْمُ تُرس النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الزَّلُوقَ» أَيْ يَزْلَقُ عَنْهُ السلاحُ فَلَا يَخْرِقه.

وَفِيهِ «هدَرَ الحَمام فَزَلِقَتِ الحمَامَة» الزَّلَقُ: العجزُ: أَيْ لَمَّا هَدَرَ الذَّكَرُ وَدَارَ حَوْلَ الأُنْثى أدارَت إِلَيْهِ مُؤَخَّرها.

(زَلَلَ)

(هـ) فِيهِ «مَنْ أُزِلَّت إليهِ نْعمة فليَشْكُرها» أَيْ أُسْدِيَت إِلَيْهِ وأُعْطِيها، وأصلُه مِنَ الزَّلِيلِ، وَهُوَ انْتِقال الجِسْم مِنْ مكاَنٍ إِلَى مكانٍ، فاستُعير لانْتِقال النِّعْمة مِنَ المُنْعِم إِلَى المنَعم عَلَيْهِ.

يُقَالُ زَلَّتْ مِنْهُ إِلَى فُلَانٍ نِعْمَةٌ وأَزَلَّهَا إِلَيْهِ.

(س) وَفِي صِفَةِ الصِّرَاطِ «مَدْحَضَة مَزَلَّة» الْمَزَلَّةُ: مفعَلةٌ مِنْ زَلَّ يَزِلُّ إِذَا زَلق، وتُفْتح الزَّاي وتُكْسر، أَرَادَ أنَّه تزلَقُ عَلَيْهِ الأقْدَام وَلَا تَثْبُتُ.

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْح «فَأَزَلَّهُ الشيطانُ فلَحِق بالكُفَّار» أَيْ حَمَله عَلَى الزَّلَلِ وَهُوَ الخَطَأ والذَّنْب. وَقَدْ تكرر فى الحديث.


(١) فى الهروى أنها سميت المزدلفة، من الازدلاف وهو الاجتماع، لاجتماع الناس بها اه. وانظر المصباح والقاموس (زلف)

<<  <  ج: ص:  >  >>