بَابُ السِّينِ مَعَ الْغَيْنِ
(سَغَبَ)
(س) فِيهِ «مَا أطْعَمتُه إِذَا كَانَ سَاغِباً» أَيْ جَائِعًا. وَقِيلَ لَا يَكُونُ السَّغَبُ إِلَّا مَعَ التَّعَب. يُقَالُ: سَغِبَ يَسْغَبُ سَغَباً وسُغُوباً فَهُوَ سَاغِبٌ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ قَدِم خَيبَر بِأَصْحَابِهِ وَهُمْ مُسْغِبُونَ» أَيْ جِياع. يُقَالُ أَسْغَبَ إِذَا دَخَل فِي السُّغُوبِ، كَمَا يُقَالُ: أقْحَط إِذَا دَخَل فِي القَحْط. وَقَدْ تَكَرَّرَ فِي الْحَدِيثِ.
(سَغْسَغَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ وَاثِلَةَ «وصنَع مِنْهُ ثَرِيدَةً ثُمَّ سَغْسَغَهَا» أَيْ رَوَّاهَا بالدُّهن والسَّمْن. ويُرْوى بِالشِّينِ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي طِيب المُحْرِم «أَمَّا أَنَا فَأُسَغْسِغُهُ فِي رَأْسِي» أَيْ أُرَوّيه بِهِ.
وَيُرْوَى بِالصَّادِ. وَسَيَجِيءُ.
بَابُ السِين مَعَ الْفَاءِ
(سَفَحَ)
فِيهِ «أَوَّلُهُ سِفَاحٌ وآخِرُه نِكاحٌ» السِّفَاحُ: الزِّنا، مَأْخُوذٌ مِنْ سَفَحْتُ الْمَاءَ إِذَا صَبَبتَه. وَدَمٌ مَسْفُوحٌ: أَيْ مُرَاق. وَأَرَادَ بِهِ هَاهُنَا أَنَّ المرأةَ تُسَافِحُ رجُلا مُدّةً ثُمَّ يَتَزَوَّجُهَا بَعْدَ ذَلِكَ، وَهُوَ مكروهٌ عِنْدَ بَعْضِ الصَّحَابَةِ.
(س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي هِلَالٍ «فقُتل عَلَى رأسِ الماءِ حَتَّى سَفَحَ الدمُ الماءَ» جَاءَ تَفْسِيرُهُ فِي الْحَدِيثِ أَنَّهُ أَعْطَى الْمَاءَ، وَهَذَا لَا يُلائم اللُّغَةَ لِأَنَّ السَّفْحَ الصَّبُّ، فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّ الدَّمَ غَلَب عَلَى الماءِ فَاسْتَهْلَكَهُ؛ كَالْإِنَاءِ الْمُمْتَلِئِ إِذَا صُبّ فِيهِ شَيْءٌ أثْقل مِمَّا فِيهِ فَإِنَّهُ يخرُجُ مِمَّا فِيهِ بقدْر مَا صُبّ فِيهِ، فَكَأَنَّهُ مِنْ كَثْرَةِ الدَّمِ انصَبّ الْمَاءُ الَّذِي كَانَ فِي ذَلِكَ الْمَوْضِعِ فخَلَفه الدَّمُ.
(سَفَرَ)
فِيهِ «مَثَلُ الماهِر بِالْقُرْآنِ مَثَلُ السَّفَرَةِ» هُمُ الْمَلَائِكَةُ، جمعُ سَافِرٍ، والسَّافِرُ فِي الْأَصْلِ الْكَاتِبُ، سُمِّىَ بِهِ لِأَنَّهُ يبَين الشَّيْءَ ويُوَضِّحه.
وَمِنْهُ قوله تعالى بِأَيْدِي سَفَرَةٍ. كِرامٍ بَرَرَةٍ.
وَفِي حَدِيثِ الْمَسْحِ عَلَى الُخْفَّين «أُمِرْنَا إِذَا كُنَّا سَفْراً أَوْ مُسَافِرِينَ» ، الشكُّ مِنَ الرَّاوِي فِي السَّفْر وَالْمُسَافِرِينَ. السَّفْرُ: جمعُ سَافِرٍ، كَصَاحِبٍ وصَحْب. والْمُسَافِرُونَ جمعُ مُسَافِرٍ. والسَّفْرُ والْمُسَافِرُونَ بِمَعْنًى