للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(س) وَفِيهِ «أَنَّهُ لَبِثَ عَشْرَ سِنين يَتْبَعُ الحاجَّ بِالْمَوَاسِمِ» هِيَ جَمْعُ مَوْسِم، وَهُوَ الوَقْت الَّذِي يَجْتَمِع فِيهِ الحاجُّ كلَّ سَنَة، كَأَنَّهُ وُسِمَ بِذَلِكَ الْوَسْم، وَهُوَ مَفْعِل مِنْهُ، اسْمٌ لِلزَّمَانِ، لِأَنَّهُ مَعْلَمٌ لَهُمْ. يُقَالُ: وَسَمَهُ يَسِمُهُ سِمَةً ووَسْماً، إِذَا أثَّر فِيهِ بكَيّ.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «أَنَّهُ كَانَ يَسِمُ إبِلَ الصَّدقة» أَيْ يُعَلّمُ عَلَيْهَا بالكَيّ.

وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «وَفِي يَدِهِ الْمِيسَمُ» ، هِيَ الْحَدِيدَةُ الَّتِي يُكْوَى بِهَا. وأصْلُه: مِوْسَم، فَقُلِبَتِ الْوَاوُ يَاءً، لكَسْرة الْمِيمِ.

(س) وَفِيهِ «عَلَى كُلِّ مِيسَمٍ مِنَ الْإِنْسَانِ صَدَقة» هَكَذَا جَاءَ فِي رِوَايَةٍ، فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَالْمُرَادُ بِهِ أنَّ عَلَى كُلِّ عُضوٍ مَوْسُومٌ بصُنْع اللَّه صَدَقة. هَكَذَا فُسِّر.

(هـ) وَفِيهِ «بِئْسَ لَعَمْرُ اللَّهِ عَمَلُ الشَّيْخِ الْمُتَوَسِّمِ، وَالشَّابِّ المُتَلَوِّم» الْمُتَوَسِّمُ: المُتَحلِّي بِسمَة الشَّباب «١» .

(وَسِنَ)

- فِيهِ «وتُوقِظُ الْوَسْنَانَ» أَيِ النَّائِمَ الَّذِي لَيْسَ بمُسْتَغْرِقٍ فِي نَوْمِه. والْوَسَنُ:

أوّلُ النَّوْم. وَقَدْ وَسِنَ يَوْسَنُ سِنَةً، فهُو وَسِنٌ، ووَسْنَانُ. وَالْهَاءُ فِي السِّنة عِوَضٌ مِنَ الواوِ الْمَحْذُوفَةِ.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ «لَا يَأْتِي عَلَيْكُمْ قليلٌ حَتَّى يَقْضِيَ الثَّعْلَبُ وَسْنَتَهُ بَيْنَ سارِيَتَيْن مِنْ سَوَارِي المَسْجِد» أَيْ يَقْضِيَ نَوْمَتَه. يُرِيدُ خُلُوَّ الْمَسْجِدِ مِنَ النَّاسِ بِحَيْثُ يَنَامُ فِيهِ الوَحْش.

(س) وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «أنَّ رَجُلًا تَوَسَّنَ جَارِيَةً فَجَلَدَه وَهَمَّ بِجَلْدها، فَشَهِدُوا أَنَّهَا مُكْرَهَة» أَيْ تَغَشَّاها وَهِيَ وَسْنَى قَهْراً: أَيْ نَائِمَةٌ.

(وَسْوَسَ)

- فِيهِ «الْحَمْدُ للَّه الَّذِي رَدّ كَيْدَه إِلَى الْوَسْوَسَةِ» هِيَ حديثُ النَّفْس والأفكارُ.

وَرَجُلٌ مُوَسْوِسٌ، إِذَا غَلَبَتْ عَلَيْهِ الوَسْوَسَة. وَقَدْ وَسْوَسَتْ إليه نَفْسُه وَسْوَسَةً ووَسْوَاساً،


(١) في الأصل، وا، واللسان، والفائق ٣/ ١٦١: «الشيوخ» وما أثبتُّ من الهروي. وفيه: «بئس لَعَمْرُ اللَّه الشيخُ المتوسِّمُ» . وزاد الزمخشري في الفائق قال: «ويجوز أن يكون المتوسم: المتفرِّس. يقال: توسْمتُ فيه الخيرَ، إذا تَفرَّستَه فيه، ورأيت فيه وَسْمَه، أي أثره وعلامته» .

<<  <  ج: ص:  >  >>