للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حاصل ما ذكره في هذا الفصل أن مراسيل الصحابة لها حكم الوصل، لأنَّ الصحابي لا يروي -غالبًا- إلَّا عن صحابي، ولأن الأمة اتفقت على قبول رواية ابن عبَّاس ونظرائه من صغار الصحابة، مع إكثارهم من الحديث عنه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وكثير من روايتهم عنه مراسيل.

وشذَّ قوم فخالفوا في ذلك، إلَّا إذا عرف عن الصحابي أنَّه لا يروي غالبًا إلَّا عن صحابي.

هذا خلاصة ما ذكره في هذا الفصل.

وقبول مرسل الصحابي هو الصواب.

والذي يظهر لي أن الصحابي لو علم أن أكثر روايته عن التابعين كان مرسله كمرسل غيره، واللَّه تعالى أعلم.

قال المؤلف (١) -رحمه اللَّه تعالى-:

(فصل

فأمَّا مرسلُ غير الصحابة، وهو أن يقول: قال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من لم يعاصره، أو يقول: قال أَبو هريرة ولم يدركه، ففيها روايتان:

إحداهما: تقبل، اختارها القاضي، وهو مذهب مالك وأبي حنيفة وجماعة من المتكلمين.

والأخرى: لا تقبل، وهو قولُ الشافعي، وبعضِ أهل الحديث،


(١) (٢/ ٤٢٨ - ٤٢٩).

<<  <   >  >>