للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هو اقتضاءُ فعلٍ غير كفِّ ... دلَّ عليه لا بنحو كُفِّي

هذا الذي حُدَّ به النفسيُّ ... وما عليه دلَّ قل لفظيُّ

إذا علمت ذلك، فاعلم أنَّ هذا المذهب باطلٌ، وأنَّ الحقَّ أنَّ كلام اللَّه هو هذا الذي نقرؤه بألفاظه ومعانيه، فالكلامُ كلامُ الباري، والصوت صوت القاري.

وقد صرَّح تعالى بذلك في قوله: {فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ} [التوبة/ ٦]، فصرَّح بأنَّ ما يسمع ذلك المشرك المستجير بألفاظه ومعانيه كلامه تعالى.

وأقام المؤلفُ الحجج على أنَّ ما في النفس إن لم يُتَكَلَّمْ به لا يسمى كلامًا، كقوله في قصة زكريا: {قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ} [آل عمران/ ٤١] مع أنه أشار إليهم، كما قال: {فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا} [مريم/ ١١] فلم يكن ذلك المعنى القائم بنفسه الذي عبَّر عنه بالإشارة كلامًا.

وكذلك في قصة مريم: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا} [مريم/ ٢٦] مع قوله: {فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ} [مريم/ ٢٩].

وفى الحديث: "إنَّ اللَّه عفا لأمتي عما حدَّثت به أنفسها ما لم تتكلم أو تعمل به".

واتفق أهل اللسان على أن الكلام: اسمٌ وفعلٌ، وحرفٌ.

وأجمع الفقهاء على أنَّ من حلف لا يتكلم لا يحنثُ بحديث

<<  <   >  >>