للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو ظرفٌ علةٌ وعددُ ... ومنه شرطٌ غايةٌ يعتمدُ

والحصرُ والصفةُ مثل ما علم ... مِنْ غنمٍ سامتْ وسائم الغنم

أضعفُها اللقبُ وهو ما أُبي ... من دونه نظمُ الكلامِ العربي

فالشرطُ فالوصفُ الذي يناسب ... فمطلقُ الوصف الذي يقارب

فعددٌ ثمت تقديم يلي ... وهو حجةٌ على النهج الجلي

واعلم أنَّ أبا حنيفة -رحمه اللَّه- لا يقول بمفهوم المخالفةِ مِنْ أصله.

تنبيه:

الفرقُ بين مفهوم الصفة ومفهومِ اللقب: أنَّ تخصيص الغنم بالسَّوْمِ -مثلًا- لو لم يَكن للفرق بين السائمة وغيرها في الحكمِ لكان تطويلًا بلا فائدةٍ، بخلافِ: جاء زيدٌ، فإنَّ تخصيصه بالذكرِ ليمكن إسناد المجيء إليه، إذْ لا يصحُّ الإسنادُ بدون مسندٍ إليه.

إذا علمتَ هذا فاعلم أنَّ المؤلفَ رحمه اللَّه لم يذكرْ دلالة الإشارة التي بيَّنَّا أصلًا، وإنّما أطلق الإشارة على الإيماءِ الذي بيَّنَّا، وأطلقَ التنبيهَ على مفهومِ الموافقة، ولا مشاحةَ في الاصطلاح.

وذكر لمفهومِ المخالفةِ ستَّ درجاتٍ:

الأولى: مفهومُ الحصر. وصيغُ الحصرِ كثيرةٌ، كالنفي والإثبات، و"إنما"، والتحقيق أنَّها أداةُ حصرٍ كما يدلُّ عليه جعلها في القرآن كثيرًا في موضعِ النفي والإثباتِ، نحو: {أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ} [الكهف/ ١١٠،

<<  <   >  >>