للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال المؤلف (١) -رحمه اللَّه تعالى-:

(القسم الثاني: أخبارُ الآحاد، وهي ما عدا المتواتر).

اعلم أولًا أن الآحاد جمع أحد، وهمزة أحد مبدلة من واو، فأصلها وَحَد، وربَّما نطقت العرب فيه بالواو على الأصل، ومنه قولُ نابغة ذبيان:

كأنَّ رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وَحِدُ

وضابط خبر الآحاد أنه هو ما لم يدخل في حدِّ المتواتر الذي قدمنا تعريفه؛ لأن القسمة ثنائية عند الجمهور.

وعليه، فالمستفيض الذي لم يبلغ حد التواتر من الآحاد، خلافًا لمن جعل القسمة ثلاثية، فجعل المستفيض واسطة بين المتواتر والآحاد.

وأقل المستفيض أربعة، وقيل: اثنان، وقيل: ثلاثة.

وأشار في "المراقي" إلى هذا بقوله:

وخبرُ الآحاد مظنون عرا ... عن القيود في الذي تواترا

والمستفيض منه وهو أربعة ... أقلُّه وبعضهم قد رفعه

عن واحد وبعضهم عما يلي ... وجعله واسطة قول جلي


(١) (١/ ٣٦٢).

<<  <   >  >>