للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذين صدقوا الله ورسوله، والقراءة الأولى بمعنى إخراج الصدقة.

{وَأَقْرَضُوا} معطوف على معنى المتصدقين؛ كأنه قيل: إن الذين تصدقوا وأقرضوا.

{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَحِيمِ (١٩) اِعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكاثُرٌ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ نَباتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلاّ مَتاعُ الْغُرُورِ (٢٠) سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (٢١) ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (٢٢) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (٢٣) الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (٢٤) لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (٢٥)}

{أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ} وهم الشهداء؛ أي: هم عند الله بمنزلة الشهداء، ويجوز أن تقف على قوله: {هُمُ الصِّدِّيقُونَ} وتبتدئ {وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ} نبه سبحانه وتعالى أن الدنيا إنما هي أمور محقرات من لعب ولهو وتفاخر وتكاثر في الأموال والأولاد ثم مثل حالها في سرعة زوالها بقوله: {كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفّارَ} أي: الزراع؛ لأن الزارع يستر الحب الذي يبذره، والكفر: الستر {ثُمَّ يَهِيجُ} ثم ييبس، فترى ذلك الزرع الأخضر صار أصفر، ثم عن قليل يصير حطاما.

وقيل: {الْكُفّارَ} الجاحدون لنعم الله تعالى، وهم مثل أصحاب الجنة الذين ابتلاهم بإحاطة الله بزرعهم (١) وكما فعل بأصحاب الجنتين في سورة الكهف (٢).

{سابِقُوا} سارعوا إلى أعمال الجنة سعي المسابق {عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ}


(١) ورد ذكرهم في الآيات (١٧ - ٣٣) من سورة القلم.
(٢) ورد ذكرهم في الآيات (٣٢ - ٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>