للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن عباس وابن عمر: إن الشمس والقمر ظهورهما إلينا ووجوههما إلى السماء (١).

{وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً} يبصر أهل الدنيا في ضوئها؛ كما يبصر أهل البيت في ضوء السراج، والقمر نور لم يبلغ قوة ضياء الشمس، والضياء أقوى من النور؛ لقوله: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَالْقَمَرَ نُوراً} (٢).

{وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (٢٠) قالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاّ خَساراً (٢١) وَمَكَرُوا مَكْراً كُبّاراً (٢٢)}

الإنبات: الإنشاء في قوله: {وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً} والمعنى: فنبتم نباتا، أو نصب ب‍ "أنبتكم" لتضمنه معنى نبتم.

{جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً} تتقلبون عليها كتقلبكم على البساط {فِجاجاً} واسعة منفجة.

واتبعوا المتقدمين في الدنيا من أصحاب الأموال. {وَمَكَرُوا} معطوف على قوله: {مَنْ لَمْ يَزِدْهُ} وجمع الضمير وهو راجع إلى "من" لأنه في معنى الجمع. والماكرون: الرؤساء، ومكرهم: احتيالهم في الدس لنوح. وقوله: {لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ} إلى عبادة قوم نوح. {مَكْراً كُبّاراً} الكبار: أكبر من الكبير، وأكبر من الكبار أيضا، ونحوه: طوال وطوال (٣١٤ /ب).

{وَقالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً (٢٣) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيراً وَلا تَزِدِ الظّالِمِينَ إِلاّ ضَلالاً (٢٤) مِمّا خَطِيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ يَجِدُوا لَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصاراً (٢٥)}

كانت هذه الأصنام أكبر الآلهة عندهم، وقد انتقلت هذه الأصنام عن قوم نوح إلى العرب فكان ود ل‍ "كلب" وسمت العرب بعبد ود وعبد يغوث. وقيل: هي أسماء رجال صالحين. وقيل: من أولاد آدم لصلبه ماتوا فقال إبليس لمن بعدهم: لو صورتم صورهم


(١) نسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٢٩٢) لعبد بن حميد وأبي الشيخ في العظمة والحاكم وصححه عن ابن عباس، ورواه الطبري في تفسيره (٢٩/ ٩٧)، ونسبه السيوطي في الدر المنثور (٨/ ٢٩١) لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبي الشيخ في العظمة عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - وليس عن ابن عمر كما ذكر المصنف هنا تبعا للزمخشري في الكشاف (٤/ ٦١٨).
(٢) سورة يونس، الآية (٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>