للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أو ملكه أو سلطانه أو غناه أو من الجد الذي (١) هو الدولة والبخت؛ لأن الملوك والأغنياء هم المجدودون، والمعنى: وصفه بالتعالي عن الصاحبة والولد وذلك لعظمته أو لسلطانه أو ملكوته أو لغناه (٢).

وقوله: {مَا اتَّخَذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً} بيان لذلك. وقرئ" جد ربنا "بالكسر (٣) أي: صدق ربوبيته، وحق إلهيته عن اتخاذ الصاحبة والولد وذلك أنهم لما سمعوا القرآن ووفقوا للتوحيد (٣١٥ /ب) والإيمان نبهوا على الخطأ فيما اعتقده كفرة الجن من تشبيه الله بخلقه، واتخاذه صاحبة وولدا فاستعظموه ونزهوه عنه.

{وَأَنَّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنا عَلَى اللهِ شَطَطاً (٤) وَأَنّا ظَنَنّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللهِ كَذِباً (٥) وَأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزادُوهُمْ رَهَقاً (٦) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَما ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ أَحَداً (٧) وَأَنّا لَمَسْنَا السَّماءَ فَوَجَدْناها مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (٨) وَأَنّا كُنّا نَقْعُدُ مِنْها مَقاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهاباً رَصَداً (٩) وَأَنّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (١٠) وَأَنّا مِنَّا الصّالِحُونَ وَمِنّا دُونَ ذلِكَ كُنّا طَرائِقَ قِدَداً (١١)}

سفيههم: إبليس - لعنه الله - أو غيره من مردة الجن. والشطط: مجاوزة الحد في الظلم وغيره. ومنه: أشط في السوم إذا بعد فيه أي: يقول قولا هو في نفسه شطط؛ لفرط ما أشط فيه وهو نسبة الصاحبة والولد إلى الله. وكان في ظننا أن أحدا من الثقلين لن يكذب على الله ولن يفتري عليه بما ليس بحق، وكنا نصدقهم فيما أضافوا إليه من ذلك حتى تبين لنا بالقرآن كذبهم وافتراؤهم. و" كذبا ": قولا كذبا أي: مكذوبا فيه، أو نصب نصب المصدر؛ لأن الكذب نوع من القول. ومن قرأ:" أن لن تقوّل " (٤) وضع" كذبا " موضع" تقولا "، ولم يجعله صفة؛ لأن التقول لا يكون إلا كذبا.


(١) في الأصل: التي. والمثبت هو الصواب وهو ما في الكشاف أيضا.
(٢) هذا قول الزمخشري في الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٢٣).
(٣) قرأ بها عكرمة وأبو حيوة ومحمد بن السميقع. تنظر في: البحر المحيط لأبي حيان (٨/ ٣٤٨)، تفسير القرطبي (١٩/ ٢٣)، الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٣٩١)، فتح القدير للشوكاني (٥/ ٣٠٤)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٢٣).
(٤) قرأ بها الحسن والجحدري ويعقوب. تنظر في: الدر المصون للسمين الحلبي (٦/ ٣٩١)، الكشاف للزمخشري (٤/ ٦٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>